أستغفر الله مالي بعد ما بزغت ... شمس المشيب بليل الفود وانحسرا

فدع تذكر آرام شغفت بهم ... أيام روض التصابي بالصبا خضرا

واصرف مقالك فيمن لو نظمت له ... زهر الكواكب مدحاً كان محتقرا

ملك تكون من بأس ومن كرم ... يغني العفاة ويسقي ضده كدرا

طغت بيامٍ أمانيها فجر لها ... دهم الكتائب فيها كل ليث شرى

جرد متى صبحت حياً بمنزلة ... لم يلق مستعصماً منها ولا وزرا

فصبحتهم جنود الله ضاحية ... فغادرتهم لحد المشرفي جزرا

كتائب كتبت أيدي المنون بها ... آجال من خان دين الله أو غدرا

أهجتم أسداً تدمي أظافره ... كم أصيد تركت في الترب منعفرا

ما حكتم واقتضاكم ذو مماحلة ... ما اعتاد في طبعه جبناً ولا خورا

وليتم بين مقتول ومنهزم ... قد استعار جناح الرال إذ ذعرا

يدعو الوليد أباه بعد معرفة ... فما يرد له ليتاً وإن جأرا

لما انجلت عنكم غماء جهلكم ... كنتم كنا كثة الغزل الذي ذكرا

وبعدها إن أردتم سوء منقلب ... فشاغبوا أو فقولوا لا إذا أمرا

فمن يكون كعبد الله يوم وغى ... إذا الكماة تهاب الورد والصدرا

الضارب القرن هبراً والقنا قصداً ... والمكره الخيل حتى تركب الوعرا

شبل الأسود التي كانت فرائسهم ... صيد المليك إذا ما أشعروا صعرا

هلا سألتم عمانا كيف أشعلها ... ناراً إلى الآن فيها تقذف الشررا

لاذوا بمعقلهم أن سوف يمنعهم ... فجاءهم كعقاب الجو إذ كسرا

وأنتم ذقتم من بأسهم طرفاً ... يوم العنيقا دماكم الغيث هدرا

وفي البطارق يوم الشقب معتبر ... لو كان فيكم رجال تعقل الخبرا

يا أيها الملك الميمون طائره ... أنشر لواءك تلق العز والظفرا

بسعد جدك هذا الدهر مبتسماً ... بعد العبوس وهذا المجد مفتخرا

فانهض فأنت بحول الله منتصر ... وأملك إذا شئت باديها ومن حضرا

وشد قواعد مجد كان وطده ... قدماً أبوك وبحر الموت قد زخرا

وأشدد يديك بسيف إن ضربت به ... أصبحت تحمد من أفعاله الأثرا

أمضى من القدر الجاري عزائمه ... طوعاً لأمرك فيما جل أو صغرا

سامي المكارم وهاب الكرائم ... كساب العظائم لا يستعظم الخطرا

أخوك صنوك حامي كل عاثرة ... عبد الرحيم الذي بالبأس قد شهرا

لازلتما فرقدي أفق بلا كدر ... تقضيان بأسنى الرتبة العمرا

ولما بنى الشيخ عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم قصره المسمى بالريان، وذلك في سنة

ولما بنى الشيخ عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم قصره المسمى بالريان، وذلك في سنة 1338.قال الشاعر المذكور ذاكراً للقصر ومادحاً له حرسه الله تعالى

أريج مجد من الريان حيانا ... أهدى لنا نشره روحاً وريحانا

إسم حكاه مسماه وطابقهُ ... فكم شضفى من أوام العدم عطشانا

فدىً له الزهرا وساكنها ... والغوطتان وملهى شعب بوانا

تفاوحت فيه أرواح الندى فسرت ... حتى لكادت تعيد الشيب شبانا

والجود والبأس ما حلا بمنزلة ... إلا أشادا لها بالمجد بنيانا

قد شرف الله أرضاً أنت ساكنها ... وفاخرت بحصاها القض عقيانا

بحر تعبق في أرجائه كرم ... يعلو الروابي لا نقعاً وغدرانا

لولا أواصر يرعاها ويحفظها ... لكان غير الذي بالأمس قد كانا

لأنه من أناس من سجيتهم ... محو الصغائر إجمالاً وإحسانا

لكن لهم فتكات عند غضبتهم ... تشجي العدو وتخلي منه أوطانا

يا ابن الألى طوق الأعناق فضلهم ... فقرطوا لهم في المجد آذانا

سموت للمجد إذ كنت الخليق به ... حتى لأرغمت آنافا وأذقانا

وليس سار إلى نبل العلاء كمن ... أضحى بنوم المنى والعجز وسنانا

أيحسبون العلى تجنى أزهارها ... بغير سيف وبذل المال مجانا

والناس قد فاوتت أقدارهم همم ... وقد أقمت على ما قلت برهانا

كما بهمتك العليا بنيت بها ... للمجد والفضل وأعلاماً وأركانا

قالوا هو الندب عبد الله قلت لهم ... لو كان عند سواكم عد سلطانا

فادعوا له بالبقا تبقى سعادتكم ... إذ كان روحاً وكان الغير جثمانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015