نعمت بها على رغم الليالي ... وزال بوصلها عني الشقاء

ويعجبها اكتسابي للمعالي ... ولي في فضل آبائي اقتداء

يروضها الصبا لي والتصابي ... وتجذبها النضارة والرواء

ومذ لاح المشيب ولان عودي ... لغامزه وبان به انحناء

نأت عني وقد صرمت حبالي ... كأن لم يجر وصل أو لقاء

ودأب الغانيات جحود ود ... فلا عهد لهن ولا وفاء

لعمرك ما الليالي صادقات ... بما عهدت إليك ولا النساء

إليك فدع مطارحة الغواني ... ففي تطلابهن لك العناء

تذارف أدمع وسهاد عين ... وذل وانزعاج وابتلاء

مواقف ريبة تسم الدنايا ... وليس لعرض آتيها وقاء

أيختار الكريم أخو المعالي ... مقام الذل يعقبه ازدراء

إذا سمح الفتى بالعرض يوماً ... فذلك والبهيمة قل سواء

وبئس العيش عيش فتى ذميم ... عليه من الخنا الداجي رداء

وأشرف ما اقتناه الحر ذكر ... تقاصر دون رياه الكباء

عفاف غيرة صدق وفاء ... رعاية منصب حزم إباء

وإقدام وجود صدق وعد ... وعهد ليس يخفره البلاء

ومن عشق الثنا هجر الدنايا ... ولم يلمم بساحته البذاء

تطلع للعلى والمجد دأباً ... وفي سبق الكرام له اعتناء

إذا الكرام الصيد ناد ... يضيء له على العز اعتلاء

كما ضاءت فعال ذوي المعالي ... هم القادات غر اتقياء

لآل خليفة شيم تعالت ... عن الحق النيء فهم براء

وبالمعروف امارون حقاً ... وجاني المنكرات بهم هباء

أولو همم نوازع للتسامي ... على زحل يلوح لها علاء

سراع الغوث إن يدعوا لعز ... وإن يدعوا لمنقصة بطاء

أكفهم لدى الجدباء غيث ... وكم رويت بها الأسل الظماء

لهم يوم الوغى وثبات أسد ... إذا أودى بأشبلها العياء

يخوضون الكريهة لم يبالوا ... أحان الحين أم نزل القضاء

لقد سادوا وشادوا كل عز ... وطال بعزهم ذاك البناء

بهاليل وتقوى الله ركن ... به اعتصموا وبالتقوى وقاء

لهم حسن الجوار فلا الرزايا ... تصيب الجار فيهم والاذاء

تفرغ منهم ندب جواد ... كريم الطبع ديدنه العطاء

له خلق كزهر الروض يزهو ... عليه من الندى سحراً رداء

فيا ذا الفضل يا حسن السجايا ... كذا اسماً حيث حليتك العلاء

رأيتك للتنا تهتز طبعاً ... فجئت بما يقل له الجزاء

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حباؤك أن شيمتك الحباء

بلى حسبي لآمالي شفيعاً ... عن الإفصاح حدسك والذكاء

وعلمك بالحقوق وأنت فرع ... لدوحة من بهم عرف الوفاء

وعن طرق الخنا واللؤم يأبى ... لك الحسب المهذب والسناء

خليل لا يغيره صباح ... يضيء به وصال أو جفاء

وليس يحول ما كرت غداة ... عن الخلق الجميل ولا مساء

وأرضك كل مكرمة نمتها ... فعالك حيث ينقطع الرجاء

أتدرك شأو قومك في التسامي ... بنو تيم وأنت لها سماء

إذا أثنى عليك المرء يوما ... تصدقه المروءة والسخاء

وراجي فضلك الداني جفاه ... كفاه من تعرضه الثناء

تباري الريح مكرمة ومجداً ... فتسبقها ولاح لك العلاء

ترى طلق المحيا ذا ازدهاء ... بها يحلو التغني والحداء

نظمت بسلكها ما قيل قدماً ... فهل فرق بها أم ذا سواء

فسل من جاء من شرق وغرب ... أتأتي مثل نظمي الأذكياء

يحوز لي القوافي الغر فكري ... فأقطف من جناها ما أشاء

فسرح طرف طرفك في رباها ... تجد روضاً تغاديه السماء

أصون حماه من فدم دني ... لديه المدح ساواه الهجاء

ودم في نعمة ورغيد عيش ... تلازمك المسرة والغناء

معانا ما حدا حاد بقولي ... ليالي الوصل حق بها الهناء

وكتب إلى السيد الشيخ محمد الشيبي كتاباًوفيه هذه الأبيات والسيد إذ ذاك بالطائف سنة 1249 وهي:

يا سادة بعدوا عني فما برحت ... أحشاء مضناكم بالنار تلتهب

ما كان ظني بأن الدهر يبعدني ... عن أنجم بضياء الشمس تحتجب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015