لانا خلقنا عرضة لمنية ... فنحن إلى داعي المنون عجال

تخف على ظهر الثرى وبطونه ... علينا إذا حل الممات ثقال

وما نوب الأيام إلا أسنة ... تهاوى إلى أعمارنا ونصال

وأنعم منا في الحياة بهائم ... وأثبت منا في التراب جبال

أنا المرء لا عرضي قريب من العدى ... ولا في لباغي علي مقال

وما العرض إلا خير عضو من الفتى ... يصاب وأقوال العداة نبال

وقور فان لم يرع حقي جاهل ... سألت عن العوراء كيف تقال

إلى كم أمشي العيش غرثى كليلة ... وأودع منها دبرب ورئال

أروغ كأني في الصباح طريدة ... وأسري كأني في الظلام خيال

تمطى بنا أذوادنا كل مهمة ... خفائف تخفيها ربى ومال

لطمنا بأيديها الفيافي إليكم ... وقد دام أغذاذ وطال كلال

خوارج من ليل كأن وراءه ... يد الفجر في سيف جلاه صقال

تقوم أعناق المطي نجومه ... فليس لسار فوقهن تلال

وهو جاء قدام الركاب مغذة ... لها من جلود الرازحات نعال

رحلن بها كالبدر حسناً وشارة ... وملنا إلى البيداء وهي هلال

إليك أمين الله وسمت أرضها ... بأخفافها يدنو بهن نقال

أيداي أمير المؤمنين كثيرة ... ومال أمير المؤمنين مزال

وأوقاته اللتي تسوءه قصيرة ... وأيامه التي تسر طوال

من الضاربين إلهام والخيل تدعى ... وإن غاب أنصار وقال رجال

هم القوم إن هاب المصاليت أقدم ... وإن سئلوا بذل النوال أنال

وإن طريق اليوم العبوث تهلل ... وإن مالت السمر الذوابل مالوا

أجيل لحلظي لا أرى غير ناقض ... كأن الورى نقص وأنت كمال

لنا كل يوم في معإليك ِشعبة ... وأكرومة ما تنقضي والنوال

وأنت الذي بلغتنا كل غاية ... لها فوق أعناق النجوم مجال

فما طرد النعماء وعدك ساعة ... ولا غض من جدوى يديك مطال

إذا قلت إذا كان الفضل ثاني نطقه ... وخير مقال ما تلاه فعال

أزل طمع الأعداء عني بفتكة ... فلا سلم إلا أن يطول قتال

فإن نفوس الناكثين مباحة ... وإن دماء الغادرين حلال

وشمر فما للسيف غيرك ناصر ... ولا للعوالي إن قعدت مصال

ومن لي ليوم شاحب في عجاجه ... أنال بأطراف القنا وأنال

وكالنفوس الشقراء في الجو شمسه ... لها من غيابات الغبار جلال

أردني مراداً يقعد الناس دونه ... ويغبطني عم عليه وخال

ولا تسمعن من حاسد ما يقوله ... فأكثر أقوال العداة محال

هناء لك الصوم الحديد ولا تزل ... عليك من العيش الرقيق ظلال

جادك منهل الغمام وصافحت ... حماك جنوب غضة وشمال

ولا زال من آمالنا ورجائنا ... عليك وإن ساء العدو عيال

وفي كل يوم عندنا منك عارض ... وعند الأعادي فيلق ونزال

أنا القائل المحسود قولي من الورى ... علوت وما يعلو علي مقال

يقولون حاز الفضل قوم بسبقهم ... وما ضرني أني أتيت وزالوا

ولا فرق بيني في الكلام وبينهم ... بشيء سوى أني أقول وقالوا

فلا زال شعري فيك وحدك كله ... ولا اضطرني إلا إليك سؤال

ومن قوله في الفخر:

ألا ليت الغيوم السواجم ... تجر على تلك لربى والمعالم

ولولاك ما استبقيت مزناً لمنزل ... فأحمل فيه منة للغمائم

ويا رب أرض قد قطعت تشق بي ... جيوب الملأ أيدي المطي الرواسم

وليل طويل الباع قسرت طوله ... إليك وقد ألقى يداً في المخازم

وعيش خطت عرض الفلابر حالنا ... تزعزع في الأعناق رقش التمائم

إذا فاح ريعان النسيم رأيتها ... إلى الجانب الغربي عوج الخياشم

يسير بها مستنجد بعصابة ... أناملها ملوية بالقوائم

تباري نجو الليل بالبيض والقنلا ... وضوء بدور هامها في العمائم

حقيق بأن لا يهتك الدهر ثوبه ... على العار كأس من عجاج الملاحم

وأين من الدهر استماع ظلامتي ... إذا نظرت أيامه في المظالم

فهل نافع أن ينصر المجد عزمتي ... على هذه العلياء والمال ظالمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015