بسم الله الرحمن الرحيم

وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً

أما بعد فأنّا نستأنف اليوم العدد الرابع لهذه المجلة باسم الله عز اسمه وبعونه جلّت قدرته. ولعلنا فرغنا بما كتبناه لفواتح السنين المواضي من القول في شرح ما نستهدف له من عذاب واصب وجهد ناصب وما تقدم عليه من خطر أليم وهم مقعد مقيم ثم ما نشكوه لا ما نشكره وما تقرّبه الأمة من صبرنا ولا تنكره ثم ما لا نهاية له من هذا الباب الذي يفتح من صاحب المجلة على خراب ومن أكثر القراء في مصر على قيعة وسراب فاللهمّ عونك على المصيبتين المصريتين: الأدب والعلم لا يكثر قراؤهما والقراء على هذه القلة ولاسيما الأغنياء همو همو. . .

على أننا لا نزال نقول إن قراء البيان هم خاصة القوم وأدبائهم وأهل العلم فيهم وذوا النعرة الصحيحة منهم ونرى حقاً علينا أن نزلف لهم الشكر محضاً وأن نخصهم بالثنء كله فقد آذرونا وشدوا منا وحملوا عنا أكثر المؤنة في هذه الصناعة ولولا ذلك منهم لما بقى البيان حيث هو ولا قريباً مما هو ولا استطعنا في هذه الضيقة أن نتسع فيه على حين أن كثيراً من المجلات الراقية إن شرقية وإن غربية قد دفنت من جراء الحرب في غلافها أو انتقضت من أطرافها أو اقتصرت على كفافها - فأننا على ذلك قد أخرجنا وسنخرج البيان مرتين في الشهر وجعلنا وسنجعل كل عدد 64 صفحة متقنة فتلك مائة وثمانة وعشرون صفحة نجهد لها بين الهلالين وما هي في أثرها علينا بالشيء القليل ولا بالخطر الهين وإنها لتستنفذ الوسع في هذا الضيق وتستفرغ جهد الطاقة في هذا العسر من المطيق ولكن البيان بقرائه الفضلاء وهم والحمد لله وله المنة بين كافٍ ووافٍ ومن ذي عهد وذمة إلى ذي كرم وهمة وكلهم كما عرفنا ضنين بالبيان حريص أن يصل إليه مبسوط الراحة له مقبوض اليد عليه. غير أن منشأ البلية أن ينصرف سواد القارئين من أغنيائنا وأولاد أغنيائنا - وهم المادة والعدّة - على السخف والسفه وإلى ما لا خير فيه ولا خير منه لأحد ولا لأنفسهم ثم يجمدوا على ذلك جموداً لقصط لا يترك فيه قطرة من الحياء تندى فلا يبالون أن ترى وجوههم أقفاء في كل ما يسوق إلى غير الفسوق ولا يأنفون أن يجروا مع الرغاء في مضمار لا يقال السابق السابق في الجواد ولكن السابق السابق فيه الأعيار. . ولا عليهم بعد ذلك من الأدب إن نفق أوكد وصحّ أو فسد وهبّ أو ركد ولا من العلم إن دار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015