مجله الاستاذ (صفحة 221)

على غيرها من الأمم أن يبتلعها لضعفها عن المقاومة وانقطاعها عن العضد والمعين. وهذا الذي فتح لأوروبا باب التغلب على الأمم الشرقية والتداخل في أعمالهم وتمزيق أوصال مجتمعهم الشرقي بإيقاع العداوة بينهم وإيغار صدور ملوكه من بعضهم البعض حتى جدعوا أنوف مجدهم بأيدي عداوتهم ووقف الغرب يتفرَّج على أهل بيت ينقضون جدران أوطانهم حجراً حجراً حتى إذا انحط الرفيع وضعف القوي وتوزعت الأهواء حول المطامع الأجنبية وقع الشرق في شرك الجهالة وتحولت قوته العلمية إلى الغرب فتلقاها أهله بالترحيب والتكريم واشتغل

كل فريق بعلمه حتى أذهلوا العقول وحيروا الأفكار وملكوا معظم الشرق بجدهم الغريب. وحيث أن الأدوار الشرقية طويت في سجل كان والدور الغربي هو المعلوم الآن لزمنا أن نبين طبقات علمائه الغربيين والشرقيين تذكيراً لا تعليماً عسى أن تحيا همم النشئة الشرقية فيودي كل عالم منا واجبات علمه اقتداءً بمثله الأوروبي إذ عز علينا أن نقول اقتداء بجده الشرقي لطول العهد بيننا وبين أجدادنا ونسياننا ما كانوا عليه. ولا عيب علينا إذا أخذنا عن أوروبا واقتدينا بها الآن في إجراء وظائف العلماء كما هو حاصل فقد أخذت عن متقدمينا واقتدت بهم حتى آن لها الاستقلال بأفكارها والاشتغال على أساتذتها شأن الأدوار العمرانية في الممالك شرقية وغربية.

الطبقات الاجتماعية

طبقة الملوك والأمراء البرنسات

هذه الطبقة الجليلة القدر شأنها النظر في أمور الأمة المحكومة من حيث ترتيب المحاكم والإدارات وإعداد الآلات وتشييد الحصون وجمع الجنود وعمل السفن حربية ونقلية وحفظ الروابط الملكية بينها وبين متاخميها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015