مجله الاستاذ (صفحة 1037)

أرجو أن يكف محرروها عما كان من التعصب لذواتهم فإن كلاّ منا راعي مصلحته الأستاذ يرى خدمة وطنه بأهله وهم يرون خدمته من طريق إنكليزي وكل يؤيد حجته ببرهانه فلا لوم ولا تثريب بعد انكشاف الحقائق التي كانت مستترة بستر المحاباة. وحرفة الأدب تدفع تلك العوارض التي أخذت دورها وانتهت بسلام. وقد تركت شقيقي السيد عبد الفتاح أفندي يشتغل بطبع رحلة الاختفاء وكان ويكون وبعض كتبي التي لا تتعلق بسياسة ولا دولة فمن أراد شيئاً منها فليخاطبه في إدارة مطبعته الخاصة التي ستكون معدة لطبع كتب علمية وأوراق تجارية وغيرها حتى نعود من تغيير الهواء ولتك الفاتحة والخاتمة الدعاء للحضرة السلطانية الحميدية الشاهانية والذات الخديوية العباسية وجميع الأخوان الشرقيين الذين تجمعنا وإياهم جوامع الشرق المعلومة ولا يظن شرقي أن ما أُلاقيه من المشاق والمتاعب في خدمته يكدرني أو يؤلمني أو أن تزندق بعض

المستعقلين وإظهارهم شبه الحنو والترحم على الأستاذ نفاقاً لجلسائهم يسيئني كلا فاتفاق الجمهور على إخلاص الأستاذ يدفع عنه من يدعي خدمة وطنه وهي تصعب على مثله. وما خلقت الرجال إلا لمصابرة الأهوال ومصادمة النوائب والعاقل يتلذذ بما يراه في فصول تاريخه من العظم والجلالة وإن كان المبدأُ صعوبة وكدراً في أعين الواقفين عند الظواهر وعلى هذا فإني أودع إخواني قائلاً:

أودعكم والله يعلم أنني ... أحب لقاكم والخلودَ إليكمُ

وما عن قلى كان الرحيل وإنما ... دواعٍ تبدت فالسلام عليكمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015