- ثم أرسله والده إلى عمته في مدينة (بئر خادم) بالعاصمة ليواصل دراسته هناك (?)، وكان بالموازاة مع ذلك (يزاول مهنة جني المحاصيل في مزارع (الكولون) حتى لا يكور عالة على عمته .. ) (?).

التلقين بعد التحصيل .. والتصدر بعد التأهل:

انقطعت أخبار الشيخ بعد فترة (بئر خادم) إلا ما نعلمه من مشاركته في الحرب العالمية الثانية) 1939 - 1945م)، فقد زج به، وهو في التلاثينيات من عمره. في جحيم حرب لا ناقة له فيها ولا حمل، كما فعل بأبناء هذا الوطن، إذ لما لاحت غويم الحرب مع الألمان أخذ إلى جبهات القتال في بلجيكا، ورحى الحرب على أوجها هنالك، ولم تطل مدة مكثه، فقد تمكن من الفرار، والعودة للديار عبر تونس (?).

حل إذاك بمدينة (البليدة)، وبالضبط في ضاحية (حلوية ببوفاريك) (?).

فبعد أن اشتد ساعده وقوي عوده علميا آن له أن يؤدي الأمانة التي تحملها؛ وذلك بركع الجهل عن أمته تعليما ووعظا وإرشادا، فألسس في (حلوية) مدرسة قرآنيه أو زاوية (بالمصطلح المعروف) فكان يؤم الناس بها ويلقن من بها الطلبة مبادئ الإسلام ويعلمهم اللغة العربية، ثم انتقل بعدها إلى (أولاد يعيش) في (البليدة) كذلك، ليرجع بعدها إلى عشه الأول (سيدي عيسى) ليكون ذلك الان البار الذي يخدم بلدته، فكان إماما يؤم الناس وواعضا يذكرهم، وينشر بينهم العلم النافع ويحثهم على العمل الصالح.

إلتحاقه بركب المصلحين مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

- تأثر الشيخ العرباوي بالحركة الإصلاحية للشيخ الطيب العقبي. -رحمة الله عليهما-، وكان كثير التردد بعدها على نادي الترقي بالجزائر العاصمة غي أواخر الأربعينيات، وهنالك تعرف على بقية الأئمة العلماء رواد الإصلاح وحاملي لوائه: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والشيخ العربي التبسي، والشيخ عبد اللطيف سلطاني ...

- لا نعلم تحديدا السنة التي التحق فيها الشيخ عمر العرباوي بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولكن نجزم أن التحاقه بالجمعية كان بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما استقيناه من تواريخ مقالاته المنشورة في السلسلة الثانية من جريدة "البصائر" (?)، وقوائم توزيع المعلمين التي كانت تنشر في هذه الجريدة كذلك.

- انضوى - رحمه الله - تحت راية كتيبة المعلمين في جمعية العلماء، وأنشأ عدة مدارس حيث حل وارتحل كمدرسة بئر خادم والتي كان مدرسا بها (?). وقد نظم في هذه المدينة حفلا حضره الشيخ الطيب العقبي - رحمه الله - وثلة من الأفاضل، ألقوا خلاله كلمات ومواعظ حثوا فيها الحاضرين على التبرع لتجهيز هذه المدرسة (?)، ثم انتقل إلى (السحاولة) وأسس بها مدرسة وتزوج هنالك (?)، ثم اشتغل مدرسا في المدرسة التهذيبية (?) بـ (سانت أوجين) (بولوغين حاليا) وخطيبا في مسجدها، ثم كلف بالخطابة بمسجد في (بلوزداد) (مسجد العربي التبسي حاليا) إلى غاية اعتقاله في سنة 1956م، كما كانت له عدة إسهامات في مناطق أخرى خارج العاصمة، وكان ذا قلم سيال، تشهد له بذلك مقالاته في جريدة "البصائر" في سلسلتها الثانية.

وقد ترأس كذلك شعبة جمعية العلماء المسلمين في الجزائر العاصمة إلى غاية سنة (1956م) وهي السنة التي سجن فيها.

وجاءت ثورة التحرير ومن المحن تأتي المنح:

كان الشيخ (رحمة الله) ممن ساندوا الثورة وأيدوها وحثوا الشباب على الجهاد والالتحاق بصفوف المجاهدين، وقد كلفته جمعية العلماء المسلمين بتوجيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015