بسم الله الرحمن الرحيم

ومِن سورةِ النُّورِ

* {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}، «لَوْلَا» و «لَوْمَا» لغتان، على مذهبين:

أحدُهما: استفهامٌ يَلِي «فَعَلَ يَفْعَلُ» والاسمَ والصفةَ وما شِئتَ، كقولِ اللهِ عزّ وجلَّ: {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}، وقولِه: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا}، و {فَلَوْلَا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}، هذه -واللهُ أعلمُ- بمنزلةِ «هَلَّا»، وهي في كلامِ العربِ كثيرةٌ، و «لَوْمَا» في مثلِ معناها، قال اللهُ عزّ وجلَّ: {لَوْمَا تَاتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}، وهي بمنزلةِ «هَلَّا»، واللهُ أعلمُ.

والمعنى الآخَرُ: أن تكونَ رافعةً للاسمِ وتَلِيه، ولا تَلِي «فَعَلَ يَفْعَلُ» ولا صفةً، من ذلك: قولُ اللهِ عزّ وجلَّ: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}، و «لَوْمَا» في هذا المعنى.

أَنْشَدَنِي بعضُ بني أَسَدٍ:

لَوْمَا هَوَى عِرْسِ كُميْتٍ لَمْ أُبَلْ

عَلَى كُميْتِ (?) ابْنِ أُنَيْفٍ مَا فَعَلْ

يقالُ: ما أُبَالِيك، وما أُبَالِي منك، وما أُبَالِي عليك، وما أُبَالِي (?) بك.

* {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}، وكانت عَائِشَةُ تقرأُ: {إِذْ تَلِقُونَهُ}، من وَلَقْتُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015