فصل الاشتغال بالتأليف واغتنام العمر

أما الرأي الثاني وهو التأليف والتصنيف ونشر العلم بواسطته، فقد مال إليه البعض من العلماء وقالوا إن التصنيف والتأليف للكتب أولى وأهم من التعليم فيهم طائفة من العلماء الأفذاذ منهم العالم الفذ المكثر من التآليف أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله ورضي عنه وعن أعماله فهو صاحب التآليف في شتى الأغراض والفنون والعلوم وخاصة فيما له صلة بالدين والعقيدة والحديث والمواعظ فقد صرح في كتابه ((صيد الخاطر)) برأيه، والمتأمل في الرأيين يدرك أهميتهما معا بالنسبة إلى حاجة الأمة إليهما كليهما، ولكل من أصحاب الرأيين وجهة هو موليها بنى عليها رأيه وما اختاره وكل منهما مصيب إن شاء الله، ولازم للأمة ولا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر فقد عقد ابن الجوزي فصلا في كتابه المذكور حيث قال:

فصل:

الاشتغال بالتأليف واغتنام العمر.

قال رحمه الله ورضي عنه (رأيت من الرأي القويم أن نفع التصنيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عمرى عددا من المتعلمين وأشافه بتصنيفي خلقا لا تحصى ما خلقوا بعد.

ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصنيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم فينبغي للعالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015