دوله حتى تمد يدها للشعب الجزائري لتعينه بقبول بعثات من طلبة المعهد الباديسي يدرسون في معاهدها وجامعاتها فكان منها ما أرادت الجمعية وانتقلت بعثاتها والتحقت بالمعاهد والجامعات الشرقية العربية، وجاء استقلال الوطن عن الاستعمار وعادت البعثات من المشرق العربي وكانوا على درجات متفاوتة في العلم وكانت الجمعية تعلق على رجوعهم مزودين بالعلوم النافعة كثير الأمال، إذا عادوا إلى وطنهم بعلم غزير ونشاط كبير وتضحية فريدة في بابها، نظرا لما تركوا عليه وطنهم ونظرا لما رأوه في شيوخهم عن النشاط والجد والتضحية في العمل كل ذلك بدون حساب أو عوض.

رحم الله من مات من أولئك الشيوخ الذين ضربوا أحسن الأمثلة في البذل والتضحية في حين كان المستعمر يلوح من بعيد ويرغب في وظائفه غير أن الجمعية ورجالها المنخرطين فيها أعرضوا عن ذلك وبقوا مخلصين لمبدأ الجمعية، وهو الترفع عن وظائف المستعمر ورضوا بأتعاب جمعية العلماء فشيوخها معلمون في وقت التعليم وسعاة وجباة للمال في وقت العطلة الصيفية والتنقل في الجبال والصحراء لنشر دعوتها الإسلامية والعقيدة السلفية البعيدة عن البدع والخرافات إذ هذا هدف من أهدافها يقومون به في جولاتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015