فكر راجعاً فقاتل حتى قتل واستقبح أن يعير بالفرار وذلك في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلثمائة وكان مولده بالكوفة سنة ثلاث وثلثمائة وقال المنصور لبعض الخوارج عليه وقد ظفر به وأحضر إليه أسيراً أخبرني عن أصحابي أيهم كان أشد اقداماً في مبارزتك فقال لا أعرف وجوههم مقبلين وإنما أعرف أقفيتهم مدبرين فقل لهم يدبرون لأعرفك أيهم كان أشد فراراً نظم هذا القول علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي في قوله يهجو سليمان بن عبد الله بن ظاهر وقد هزم

قرن سليمان قد أضر به ... شوق إلى وجهه سيتلفه

أعرض عن قرنه وصدّ فما ... أصبح شيء عليه يعطفه

كم يعد القرن باللقاء وكم ... يكذب في وعده ويخلفه

لا يعرف القرن وجهه ويرى ... قفاه من فرسخ فيعرفه

وله من أبيات

كان بغداد لدن أبصرت ... طلعته نائحة تلتدم

مستقبل منه ومستدبر ... وجه بخيل وقفا منهزم

وقال عبد الله بن الزبير لعدي بن حاتم يعرض به متى فقئت عينك قال يوم طعنت في استك وأنت مول يعني يوم الجمل وقيل بل قال له يوم قتل أبوك وهربت خالتك يعني عائشة وأنا للحق ناصر وأنت له خاذل وقال شاعر يذكر فارا

شرده الخوف فأزرى به ... كذاك من يكره حرّ الجلاد

منخرق الخفين يشكو الوحي ... تبكه أطراف مر وحدد

قد كان في الموت له راحة ... والموت حقاً في رقاب العباد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015