الفقيه منصور يرثي

سألت رسوم القبر عمن ثوى به ... لا علم ما لاقى فقالت جوانبه

أتسأل عمن عاش بعد وفاته ... بمعروفه اخوانه وأقاربه

وقال أبو نصر الميكالي

الجود رأى موفق ومسدّد ... والبذل فعل مؤيد ومعان

والبرّ أكرم ما وعته حقيبة ... والشكر أفضل ما حوته يدان

وإذا الكريم مضى وولي عمره ... كفل الثناء له بعمر ثان

وقال بعض العراب الدراهم مياسم تسم حمداً وذماً فمن حبسها كان لها ومن أنفقها كانت له أخذ شاعر هذا المعنى فقال

إذا المرء لم يعتق من المال نفسه ... تملكه المال الذي هو مالكه

ألا إنما مالي الذي أنا منفق ... وليس لي المال الذي أنا تاركه

وأوصى قيس بن معد يكرب بنيه فقال يا بني عليكم بهذا المال فاطلبوه أجمل الطلب ثم أخرجوه في أجمل مذهب فصلوا به الأرحام واصطنعوا به الكرام واجعلوه جنة لعراضكم ووسيلة تصلون بها إلى أغراضكم تحسن في النار مقالتكم فإن بذله تمام الشرف وثبات المروأة وإنه ليسود غير السيد ويقوي غير الأيد حتى يكون في الناس نبيلاً وفي القلوب مهيباً جليلاً وقال الجاحظ ليس شيء ألذ ولا أسر ولا أنعم من عز الأمر والنهي ومن الظفر بالأعداء ومن تقليد عقود المنن في أعناق الرجال لأن هذه الأمور هي نصيب الروح وحظ الذهن وقسمة النفس فإن أحببت أن يزاد في الاحسان إليك وأن يثبت لديك ما أنعم الله به عليك فاقض حاجة من قصدك وابسط له بالبشر وجهك وبالمعروف يدك وقال الحجاج في بعض خطبه لا يملن أحدكم المعروف فإن صاحبه يعوض خيراً منه أما شكراً في الدنيا وأما ثواباً في الآخرة وكان يقال المعروف كنز لا تأكله النار وثوب لا يدنسه العار وقال الأحنف بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015