شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ثم ساق الإسناد الذي ذكره ابن أبي حاتم.

قلت: الجواب على هذه العلل من وجوه:

1 - تعليل البخاري للحديث؛ لكون عمران منكر الحديث عنده؛ لأنه يفرق بين عمران راوي هذا الحديث وعمران القصير، وجوابه للترمذي يشعر بتوثيق القصير دون هذا، وهذا التفريق مما خولف فيه؛ فقد قطع بالتسوية بينهما الدارقطني؛ فقال في "العلل" (4/ 57/ أ): "هو عندي عمران القصير، ليس فيه شك".

وظاهر صنيع ابن حبان التسوية بينهما، وهو الذي تطمئن إليه النفس.

وعمران القصير فيه كلام يسير، لا ينزل بحديثه عن درجة الحسن، فحمل الوهم والخطأ على غيره أولى.

2 - وأما تعليل ابن أبي حاتم لعمران؛ فغير متفق مع حجته التي ساقها، وهي إسناده إلى بكير بن شهاب الدامغاني.

وكذلك تعليل الدارقطني، حيث اعترف برواية الدامغاني، وعضدها برواية يوسف بن عطية الصفار، لكن منهج الدارقطني أقوم من منهج ابن أبي حاتم، حيث حمَّل الدارقطني الوهمَ فيه يحيى بن سليم، وإن كنت لا أقرهما؛ لأنهما اعترضا بروايات ساقطة بمرة على رواية معتبرة.

فإن الدامغاني والصفارة كلاهما متروك، لا يكتب حديثهما, ولا كرامة.

وعمران القصير، والراوي عنه يحيى بن سليم، خير منهما بمرات.

وقد جاء حديث ابن عمر هذا من طريق آخر عن عبد الله بن دينار عنه به.

أخرجه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزبان: ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وذكره).

قال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والله أعلم تابعه عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار".

وتعقبه الذهبي بقوله: "مسروق بن المرزبان؛ ليس بحجة. قال: تابعه عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار، ثم ساقه من رواية يحيى بن سليم عنه.

قلت: وقال البخاري: عمران منكر الحديث".

قلت: لكن قال الذهبي عن مسروق بن المرزبان في "الميزان" (9814): "صدوق معروف".

وقال الحافظ صالح بن محمد: "صدوق"؛ كما في "التهذيب" (10/ 112)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 206)، وروى عنه أبو زرعة، كما في "التهذيب" (10/ 112).

قلت: وهو لا يروي إلا عن ثقة عنده؛ كما قرره الحافظ ابن حجر في "لسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015