صفوه التفاسير (صفحة 1114)

السورة أقوالاً كثيرة شنيعة، وختم بتعميم السلام على الرسل الكرام وبحمده سبحانه، وهو تعليم للعباد.

البَلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:

1 - الطباق {تَدْعُونَ. . وَتَذَرُونَ} وبين {البنات. . والبنين} .

2 - تتابع التوبيخ وتكراره مثل {أَلِرَبِّكَ البنات} ؟ {أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إِنَاثاً} ؟ {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ؟ {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ؟ {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ} ؟ وكلها للتوبيخ والتبكيت.

3 - التأكيد بعدة مؤكدات لتحقيق المعنى وتقريره مثل {إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون} فقد أُكدت كل من الجملتين بإن واللام.

4 - الاستعارة التصريحية {إِذْ أَبَقَ إِلَى الفلك المشحون} شبه خروجه بغير إذن ربه بإِباق العبد من سيّده.

5 - الالتفات من الخطاب إلى الغيبة {وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجنة نَسَباً} الأصل وتجعلون، والالتفاتُ للإِشارة إلى أنهم ليسوا أهلاً للخطاب، وهم بعيدون من رحمة ربَ الأرباب.

6 - الاستعارة التمثيلية {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ} مثل للعذاب النازل بهم بجيش هجم عليهم فأناخ بفنائهم بغتة، ونصحهم بعض النصاح فلم يلتفتوا إلى إنذاره ولا أخذوا أهبتهم، حتى أجتاحهم الجيش. قال الزمخشري: وما فصحت هذه الجملة ولا كانت لها الروعة التي يروقك موردها إلا لمجيئها على طريقة التمثيل.

فَائِدَة: روى ابن أبي حاتم عن الشعبي قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من سَّره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ على المرسلين والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} » .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015