قال الشَّارح: من أمثلة جمع الكثرة (فُعَّلْ) وهو مقيسٌ، يعني: مطَّردٌ في وصفٍ صحيح اللام على (فَاعِلٍ) أو (فَاعِلَهْ، نصَّ على الوصف قال: (وَصْفَيْنِ)، وأشار إلى الشرط الثاني صحيح اللام بقوله: (عَاذِلٍ).

على (فَاعِلٍ) أو (فَاعِلَهْ) نحو: ضارب وَضُرَّبْ، وَصَائم وَصُوَّمْ، وضاربة وَضُرَّبْ، وصائمة وَصُوَّمْ.

ومنها: (فُعَّالْ) وهو مقيسٌ في وصفٍ صحيح اللام على (فَاعِلٍ) لمذكَّر، إذاً: هو الذي عناه في البيت الأول بقوله: فاعلٍ وصفاً (نَحْوُ عَاذِلٍ)، يُزاد على (فُعَّل): (فُعَّالْ) ففيه جمعان، بخلاف (فَاعِلَة) إنَّما يُجمع على (فُعَّلْ) فحسب ولا يكون فيه (فُعَّال).

وقوله (عَاذِلٍ): أشار به إلى صحيح اللام، إذاً: لا يأتي قياساً مُطَّرداً (فُعَّلْ) ولا (فُعَّال) فيما هو معتلُّ اللام، سواءٌ كان من المذكَّر والمؤنَّث أو من المذكَّر فحسب، وأمَّا قوله: (وَذَانِ) يعني: (الْفُعَّال) و (الفُعَّل) (نَدَرَا في الْمُعَلِّ لاَمَاً) يعني: على جهة الندور يعني: لا يقاس عليه.

ومنها (فُعَّال) وهو مقيسٌ في وصفٍ صحيح اللام على (فاَعِلٍ) لمذكَّر نحو: صائم وَصُوَّام، وقائم وَقُوَّام، زيدت الألف قبل آخره، وَعَاذِل وَعُذَّال، (عَاذِلٍ) يُقال فيه: عُذَّل وَعُذَّالٌ .. فُعَّل وَفُعَّالٌ.

و (نَدَرَا): قَلَّ (فُعَّل) و (فُعَّال) في المعتلِّ اللام المذكَّر، نحو: غَازٍ وَغُزَّى وغُزَّاء، (غُزَّىً): (فُعَّلْ)، و (غُزَّاء: (فُعَّال) وَسَارٍ وَسُرَّىً وسُرَّاء، وَعَافٍ وَعُفَّى، ويقال: غُزَّاء في جمع غَازٍ، وَسُرَّاء في جمع سَارٍ، ونَدَر أيضاً في جمع (فَاعِلَه) .. هذا قليل جداً كقول الشاعر:

أَبْصَارُهنَّ إلَى الشُّبَّانِ مَائِلَةٌ ... وقَدْ أَرَاهُنَّ عَني غَيْرَ صُدَّادِ

صَادَّة .. صُدَّادِ، إذاً: جمعه على (فُعَّال) لكنَّه قليل، ومثله: سُحَّلْ وَسُحَّال، وفي (نُفُسَاء): نُفَّسْ وَنُفَّاس، ونَدَر (فُعَّل) أيضاً في: أَعْزَل وَعُزَّل.

إذاً: قوله (فُعَّلْ) و (فُعَّال) هذان وزنان من جموع الكثرة إلا أنَّ (فُعَّلْ) مُطَّرد في (فَاعِلٍ وَفَاعِلَةٍ وَصْفَيْنِ) صحيحيَّ اللام، (وفُعَّال) كذلك يكون في المذكَّر بشرط: أن يكون وصفاً صحيح اللام، وأمَّا (فُعَّال) من (فَاعِلَة) فلا يأتي، وأمَّا من مُعتلِّ اللام فقد سُمِع فيه (فُعَّال) و (فُعَّل) لكنَّه قليل.

ثُمَّ قال:

فَعْلٌ وَفَعْلَةٌ فِعَالٌ لَهُمَا ... وَقَلَّ فِيمَا عَيْنُهُ الْيَا مِنْهُمَا

(فَعْلٌ) هذا مبتدأ أول، (وَفَعْلَةٌ) معطوفٌ عليه، (فِعَالٌ لَهُمَا) الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول.

(فَعْلٌ) هذا مبتدأ، و (فِعَالٌ) مبتدأٌ ثاني، (لَهُمَا) جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف خبر المبتدأ الثاني وهو (فِعَالٌ)، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول (فَعْلٌ).

إذاً:

فَعْلٌ وَفَعْلَةٌ فِعَالٌ لَهُمَا ..

ما كان على وزن (فَعْلٍ) وهنا أطلق النَّاظم ولم يُقَيِّده بكونه اسماً ولا وصفاً، وحينئذٍ يُحمل على العموم، (فَعْلٌ) اسماً وصفةً، صار مشتركاً بين الاثنين، (فَعْلٌ) بفتح الفاء وإسكان العين، وَفُهِم من إطلاقه أنَّه مُشتركٌ في الاسم والوصف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015