(عَاذِلٍ) على وزن (فَاعِل) وهو وصفٌ من العذل، وانظر في لامه فإذا بها صحيحة اللام، إذاً: نزيد على قوله: (وَصْفَيْنِ): أن يكونا صحيحيَّ اللام، لا بُدَّ من هذا القيد، ولذلك قال ابن عقيل: " مقيسٌ في وصفٍ صحيح اللام " هذا نأخذه من المثال.

إذاً: (عَاذِلٍ) هذا اسم فاعل وهو وصفٌ صحيح اللام، ومثله: (عَاذِلَةٌ).

(وَصْفَيْنِ) قلنا: هذا حال (نَحْوُ عَاذِلٍ)، (نَحْوُ) هذا خبر مبتدأ محذوف، وذلك (نَحْوُ عَاذِلٍ)، (نَحْوُ) مضاف، و (عَاذِلٍ) مضافٌ إليه، (وَعَاذِلَةٍ) بالجرِّ عطف على (عَاذِلْ) ووقف عليه بالسكون من أجل الوقف.

(وَمِثْلُهُ الْفُعَّالُ)، (مِثْلُهُ) أي مثل: (فُعَّل): (الْفُعَّالُ) .. (الْفُعَّالُ مِثْلُهُ)، (الْفُعَّالُ) مبتدأ مُؤخَّر، (وَمِثْلُهُ) خبر مُقدَّم، والضمير هنا يعود على (فُعَّل)، لكن (فِيمَا ذُكِّرَا): فيما كان مُذكَّراً، (فُعَّال) مَقيسٌ في وصفٍ صحيح اللام على (فَاعِل)، يعني: قوله (فُعَّلٌ لِفَاعِلٍ) وصفاً (نَحْوُ عَاذِلٍ) يُزاد عليه (فُعَّال)، ما كان مُذكَّراً على وزن (فَاعِل) وهو وصفٌ صحيح اللام يُجمع على وزنين: (فُعَّل وفُعَّالَ)، يعني: بزيادة الألف قبل اللام .. هو نفسه (فُعَّل) لكنَّه مُدَّ قبل اللام، فـ (فُعَّل وفُعَّال) هما في الأصل واحد، لكن زيدت المدَّة قبل اللام .. بزيادة الألف بعد العين، (فِيمَا ذُكِّرَا) من الوصفين السابقين، يعني: يُستعمل (فُعَّال) في المذكَّر خاصَّةً، قوله: (فِيمَا) هذا مُتعلِّق بالخبر (مِثْلُهُ)، لأنَّ فيه معنى المماثلة، و (ذُكِّرَا) (مَا) موصول، (ذُكِّرَا) الألف للإطلاق، و (ذُكِّرَا) فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، والفاعل ضمير مستتر يعود على (فاعل)، (فِيمَا ذُكِّرَا): على (فَاعِلٍ) وصفاً صحيح اللام (ذُكِّرَا)، والجملة لا مَحلَّ لها صِلَة الموصول.

وَمِثْلُهُ الْفُعَّالُ فِيمَا ذُكِّرَا ... وَذَانِ. . . . . . . . . . . . . . . .

(ذَانِ) أي: (فُعَّل) و (فُعَّال) .. (فِي الْمُعَلِّ لاَمَاً نَدَرَا)، (نَدَرَا) الألف هذه تثنية، يعني: (الفُعَّلٌ) و (الْفُعَّالُ) (نَدَرَ) مجيئهما (فِي الْمُعَلِّ لاَمَاً) لأنَّه اشترط في الأول نحو: (عَاذِلٍ) صحيح اللام، إذاً: إذا كان مُعتلَّ اللام فنادرٌ أن يأتي فاعل معتلَّ اللام وهو وصفٌ على زنة (فُعَّلْ) و (فَاعِل) وهو قليل.

(وَذَانِ) مبتدأ، و (نَدَرَا) خبر، والألف هذه ضمير عائد على (ذَانِ) فاعل و (فِي الْمُعَلِّ) مُتعلِّق بـ (نَدَرَا): وذان نَدَرَا (فِي الْمُعَلِّ) .. (فِي الْمُعَلِّ لاَمَاً) هذا تمييزٌ لـ (الْمُعَلّ) لأنَّ (الْمُعَل) يحتمل أنه مُعل فاء أو عين أو لاماً، هذا مجمل، فقال: (لاَمَاً) دلَّ على أنَّه تَمييز.

إذاً: نبَّه على أنَّ هذين الوزنين قد يجيئان جمعين للمعتلِّ اللام، مع كونه احترز أولاً بقوله: (عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ) أن يكون صحيح اللام يعني: احترز بـ (عَاذِلٍ وَعَاذِلَهْ) عن مُعتلِّ اللام، فالمطَّرِد المقيس الأصل أن يكون صحيح اللام، وأمَّا مَجيئه من مُعتلِّ اللام فهذا قليل.

وَذَانِ فِي الْمُعَلِّ لاَمَاً نَدَرَا ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015