فالإِنسَان إذا ازداد به اليقين والتفكر والتأمل يصل إِلَى هذه الدرجة، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي كتب الموت عَلَى كل حي كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [الأنبياء:35] ، فلا يتردد سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في شيء مثل تردده في هذا، وهنا أمران يتعارضان، هو يكره الموت، وأنا أكره مساءته، لا يريد أن يسوء هذا العبد بالموت، والعبد طبيعتة أنه يكره الموت، فهذا الذي هو ملك لله، وهو غني عنه في لحظة، ومع ذلك تبلغ قيمة هذا العبد عند الله أن يصير عنده بهذه المنزلة، وبهذه الدرجة، لما أن تقرب إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015