هاهنا منقطع من الأول، وهو في الوجه الأول الذي ارتفع فيه، متصل كاتصاله به بالفاء، كأنه قال: سيرُ فدخول).

أراد سيبويه أن الفعل المرتفع بعد (حتى) يقع على وجهين: أحدهما أن الفعل الواقع بعدها وقعْ ومضى قبل وجوب الإخبار. والوجه الآخر أن الفعل الذي قبل (حتى) قد مضى، والفعل المرفوع بعدها ثابت في حال الإخبار، ويكون الفعل المتقدم سبباً لوقوع الفعل الذي في الحال.

وسيبويه يجعل (حتى) في الوجه الأول - الذي الفعل فيه قد مضىْ وانقضى - بمنزلة الفاء، وأن الفعل الذي بعد (حتى) متصل بالفعل الذي قبل (حتى) وقد مضيا جميعاً. والثاني بعد الأول متصل به كاتصال ما بعد الفاء في العطف بما قبلها.

وقال علقمة بن عبدة:

فأورَدَها ماءً كأنّ جِمامَه ... من الأجْن حِنّاءُ معاً وصَبيبُ

تُرادَى على دْمنِ الحِياض فإن تَعَفْ ... فإن المُنَدَى رحلةُ فرُكوبُ)

الشاهد فيه أنه عطف ركوباً على (رحلة) بالفاء. وجعل الركوب متصلاً بالرحلة.

وهو مثل قولهم: سرت حتى أدخلها، إذا كان السيرْ والدخول قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015