(يا ذا المُخوفُنا بمقتل شَيْخِه ... حُجْرٍ، تَمَنيَ صاحبِ الأحلامٍ)

لا تَبْكِنا سَفَهاً ولا ساداتِنا ... واجعلْ بكاَءك لابنِ أم قَطامِ

الشاهد فيه إنه جعل (المخوفنا) وصفا لـ (ذا) وقد عمل في المفعول. ولم يكن لما عمل في المفعول من تمامه بمنزلة النعت المضاف إذا قلت: يا زيد غلام عمرو. جعلوا المفعول لما كان من صلته - كأن الصلة بما يتم الموصول - اسما بمنزلة بعض حروفه، فلم ينصبوه المضاف لما كان نعتا للمنادى.

و (ذا) من قوله (يا ذا) اسم إشارة و (المخوفنا) مرفوع وأن كان قد عمل في المفعول، وصار طويلا بنصبه المفعول، وأراد: يا هذا الذي خوفنا بأن يعاقبنا لأجل قتلنا شيخه. وعنى بشيخه أباه، والمنادى: امرؤ القيس بن حجر، وكانت بنو أسد قتلت حجرا أبا امرئ القيس، فتوعدهم امرؤ القيس بأن يقتلهم.

وقوله (تمني صاحب الأحلام) يريد تتمنى أن تقتلنا وأنت لا تقدر على قتلنا، وتمنيك يجري ما يراه صاحب الأحلام في منامه. و (تمني) منصوب بإضمار: تتمنى تمنيا مثل تمني صاحب الأحلام، وهو من باب قولهم: شربت شرب الإبل. لا تبكنا أي لا تطلب بدمائنا أن قتلتنا، ولا تندبنا. وهذا على طريق التهكم بامرئ القيس، أي أنت لا تقدر على قتلنا، فاجعل بكاءك على أبيك حجر، وحجر هو ابن أم قطام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015