وقال الإمام النووي في "تهذيب الأسماء [واللغات] " (?): اعلم أن لمعرفة أسماء الرجال وأحوالهم [وأقوالهم] ومراتبهم فوائد كثيرة:

منها: معرفة مناقبهم وأحوالهم، فيتأدب بآدابهم ويقتبس المحاسن من آثارهم.

ومنها: مراتبهم وأعصارهم، فينزلون منازلهم ولا يقصر العالي في الجلالة عن درجته ولا يُرفع غيره عن مرتبته.

وقد قال الله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (?).

وثبت في "صحيح مسلم" عن ابن مسعود --رضي الله عنه-- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليَليني منكم أُولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يَلُونَهُم، ثلاثًا" (?).

ومنها أنهم أئمتنا وأسلافنا، كالوالدين [لنا] وأجدى (2 / أ- ب) علينا في مصالح آخرتنا، فقبح (?) بنا أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم.

ومنها أن يكون العمل والترجيح بقول أعلمهم وأورعهم إذا تعارضت أقوالهم.

ومنها بيان مصنَّفاتهم وما لها من الجلالة وعدمها والتنبيه على مراتبها وفي ذلك إرشاد للطالب إلى تحصيلها وتعريف له بما يعتمده منها وتحذيره مما يخاف الاغترار به وغير ذلك. انتهى

والكتب المؤلَّفة فيه كثيرة جدًا (?).

قال الإمام الرافعي في "تاريخ قزوين" (?): كتب التواريخ ضربان، ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك والسادات والحروب والغزوات ونبأ البلدان وفتوحها والحوادث العامة، كالأسعار والأمطار، [والصواعق والبوائق والنوازل والزلازل] وانتقال الدول وتبدل الملل والنحل وأحوال أكابر الناس في المواليد والتهاني والتعازي.

وضرب يكون المقصد فيه بيان أحوال أهل العلم والقُضاة وفضلاء الرؤساء والولاة وأهل المقامات الشريفة والسِّيَر المحمودة، من أوقات ولادتهم ووفاتهم وطرف من مقالاتهم ورواياتهم وبهذا الضرب اهتمام علماء الحديث. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015