المقدمة في المبادئ

التاريخ لغةً: تعريف الوقت وعرفًا تعيينه بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع، لمعرفة ما بينهما من الأوقات، وعلم التاريخ والوفيات معرفة أحوال الطوائف والأشخاص وبلدانهم وأنسابهم وصنائع أفرادهم وأعمارهم وأزمانهم، إلى غير ذلك، وفوائده أكثر من أن تحصى، منها الاستدلال به على كثير من الأمور، كما استدل الخطيب البغدادي بتاريخ إسلام معاوية ووفاة سعد بن معاذ على تزوير دعوى اليهود وحجَّتهم في إسقاط الجزية عنهم.

وكذا ما روي عن أهل الحديث أنهم استدلوا بتاريخ المولد والوفاة على صدق دعوى الرواة وكذبهم في السماع والمُلاَقَاة، ولذلك كانوا يهتمون في ضبط أوقات الأخذ والوفاة وأوان السماع والمُلاَقاة ويقولون: علم الرجال نصف علم الحديث.

وعن سفيان الثّوري أنه قال: لما استعمل الرُّواة الكذب استعملنا لهم التأريخ (?).

وكان الصحابة والتابعون فمن بعدهم يتفاوضون في حديث من مضى ويتذاكرون ما سبقهم من الأخبار وانقضى.

قال مُصْعَب (?): ما رأيت أحدًا أعلم بأيام الناس من الشافعي (?).

ويروى عنه أنه أقام على تعلم أيام الناس والأدب عشرين سنة، وقال: ما أردت بذلك إلَّا الاستعانة على الفقه.

وقال نُعيم بن حَمَّاد: وكان عبد الله بن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف استوحش وأنا مع النبي -عليه السلام- وأصحابه والتابعين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015