لا تَبْكِ عيناك بعدي سوف يضحكها ... مني اقتراب وزورات لنا أخَر

ثم افترقنا ولو أعطى الخيار به ... لما افترقنا ولكن عاقنا القدر

وقوله:

كم ليلة جمعتنا دار بارقة ... في عصبة من ذوي الأخطار والرتب

حيتهم الراح في ثوب معصفرة ... وقلدت جيدها عقداً من الحبب

بتنا بها والرحيق الصرف تصرعنا ... بين الجداول والأنهار والعشب

حتى أتى الصبح في جيش النهار وقد ... ولت عساكر ليل جدّ في الهرب

قمنا حيارى ندير الكأس ثانية ... بقهوة ترتمي للمزج باللهب

الى عشاء نهار عيب آخره ... بفرقة سلبتنا بردة الطرب

وقوله من أخرى:

بأبي الذي أذكى الجوانح نارا ... وفّى فوافى في الظلام وزارا

متحملاً من صرف راح نمة ... صفراء يخطف نورها الأبصارا

ناولته كأساً فظل يشجها ... متمززاً لمذاقها إطهارا

ثم استمر يسيغها وكأنّه ... ينوي العتاب ويؤثر الإسرارا

حتى إذا لوت المدام بعقله ... وسطا به والي الخمار وجارا

نبذ الوقار وقام يثني طرفه ... غضباً وأعلن بالعتاب جهارا

ما زال يسقيني مدامة عتبه ... حتى سكرت وما شربت عقارا

ونوى المسير فلم تجبه لسيره ... قدم وقيده الخمار عثارا

قبلت أخمص نعله وصددته ... عما أراد من المسير وحارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015