توفي الوزير أخذ، والقضاء فيه نفذ، وبالضرب في الحبس وقذ. وذلك في سنة ستين وخمس مئة.

وله طردية مليحة، شذت عني أبياتها، وفاتني إثباتها.

وما أثبت له، قطعة في الإلغاز بالخيش في أولها وبالكانون في آخرها. وهي مما أنشدنيه لنفسه:

قلبي رَهينٌ عندَ محبوسةٍ ... مُبْغَضَةٍ نافحةِ الرّائِحَهْ

عاقلةٍ معقولةٍ في الهوا ... غاديةٍ في سيرها رائحَهْ

سَحْاحةٍ تَهْطِلُ في قيظنا ... عاديةٍ في حالها سارِحَهْ

يابسةٍ في جوّها رطبةٍ ... نائية عن بَحْرها سابحَهْ

تبعُدُ إِنْ أدنيتَها للهوا ... منقادة في خَطْمها جامِحَهْ

تقسو ولا تجري لها دمعةٌ ... وإن غدَتْ أدمعُها سافِحَهْ

إن كتَمَ العُشّاقُ أَسرارَهم ... فَهْيَ بها إِنْ فَطِنُوا بائِحَهْ

واقعة طائرة في الهَوا ... جَناحُها منها بلا جانِحَهْ

بِكر غدت تنكحُ أزواجَها ... فيا لَها من أَيِّمٍ ناكحَهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015