ومن دعاكم فأجيبوه (1) ، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه (2) .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= مضطرا فيجب دفع ضرورته، ويحتمل أن يكون المراد فيما لا مشقة فيه ولا ضرر، وقد حث الله على الإنفاق لعظم نفعه وتعديه وكثرة ثوابه، فقال: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} 1، وغيرها. وذكره في الأعمال التي أمر بها عباده وتعبدهم بها، ووعدهم عليها الأجر العظيم، في قوله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} 2 إلى قوله {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} 3 وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ورغب فيها في أحاديث كثيرة، فإذا سئل بوجه الله صار آكد وأوجب، إعظاما لله وهيبة منه، أن يرد من سأل به.

(1) أي من دعاكم إلى طعام فأجيبوه، والحديث أعم من الوليمة وغيرها، وهو يدل على الوجوب إلى وليمة العرس وغيرها، وإن كانت وليمة العرس أؤكد وأوجب، وإن كان يقصد إلزامه بالقسم وجبت إجابتها، أو إكرامه فلا تجب عليه، حكاه الشيخ وغيره. وقال - عليه الصلاة والسلام-: " لو دعيت إلى كراع لأجبت "4. ومن حقوق المسلمين بعضهم على بعض إجابة دعوة المسلم، وتلك من أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين، وإكرام الداعي ما لم يكن منكر أو يجر إلى منكر.

(2) المعروف اسم جامع للخير، أي من أحسن إليكم أي إحسان فكافئوه على إحسانه بمثله أو خير منه، لأن المكافأة على المعروف من المروءة التي يحبها الله ورسوله، وفيها السلامة من البخل ومذمته، ولا يهملها إلا اللئام، وبعضهم يكافئ على الإحسان بالإساءة، بخلاف أهل التقوى والمروءة، فإنهم يدفعون السيئة بالحسنة، طاعة لله ومحبة لما يحبه لهم ويرضاه، والمكافأة تخلص القلب من رق إحسان الخلق، ولا شك أنك إذا لم تكافئ من صنع إليك معروفا بقي في قلبك له نوع تأله، فشرع قطع ذلك بالمكافأة ولو كافرا، وهو أولى من مكافأة المسلم، إذ منة المسلم أسلم من منة الكافر، ويدل له قوله: " من أحسن إليكم فأحسنوا إليه ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015