. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، والأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين؛ لحديث: " أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك " 1. والحديث جملة واحدة. وقوله: " من أحصاها دخل الجنة "2 صفة لا خبر مستقل؛ لئلا يتوهم الحصر بالتسعة والتسعين اسما، فلا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد، والمعنى: له سبحانه أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها، وأكثر التسعة والتسعين في الكتاب والسنة، وما جاء في الترمذي وغيره من عدها فذكر جماعة من الحفاظ المحققين أن سردها مدرج فيه، وأن جماعة من أهل العلم جمعوها من القرآن، وقوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} 3 أي اتركوهم وأعرضوا عن مجادلتهم: {سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 4 وعيد شديد وتهديد أكيد {يلحدون} يشركون غيره في أسمائه، كتسميتهم الصنم إلها، والإلحاد فيها: الميل بالإشراك والتعطيل والنكران. قال قتادة: يلحدون يشركون. وعن ابن عباس: الإلحاد التكذيب. وعنه: إلحاد الملحدين أن ادعوا اللات في أسمائه، وأصل الإلحاد في كلام العرب العدول عن القصد، والميل والجور والانحراف، فالإلحاد فيها إما بجحدها أو معانيها وتعطيلها أو تحريفها وإخراجها عن الحق، أو جعلها أسماء لهذه المخلوقات، وحقيقة الإلحاد فيها العدول بها عن الصواب فيها، وإدخال ما ليس من معانيها فيها، وإخراج حقائق معانيها. قال ابن القيم: ((الإلحاد في أسمائه العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت، وهو أنواع:

(أحدها) أن يسمي الأصنام بها كتسمية اللات من الإله. (الثانية) تسميته بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أبا والفلاسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة. (الثالثة) وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول اليهود: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ} ، وقولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}

(الرابع) تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها، وجحد حقائقها، كقول الجهمية: إنها =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015