. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= فالواجب حمده في الحالتين، وحسن الظن به سبحانه وبحمده، والرجوع إليه بالتوبة والإنابة، كما قال تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 1. قال المصنف: وفيه أنه يكون سابا وإن لم يقصده بقلبه، ونسبة الفعل إلى الدهر، ومسبته قد فشت في كلام العرب، كقول ابن المعتز:

يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا ... وأنت والد سوء تأكل الولدا

وقول أبي الطيب:

قبحا لوجهك يا زمان ... فإنه وجه له في كل قبح برقع

وهذا ونحوه داخل في الحديث وفيه مفاسد، منها سب من ليس أهلا للسب؛ فإن الدهر خلق مسخر، ومنها أن سبه متضمن للشرك، فإنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم، ومنها أن السب إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، ورب الدهر هو المعطي المانع الخافض الرافع، والدهر ليس له من الأمر شيء، فمسبته مسبة لله عز وجل ومنه: هذه سنة خبيثة، وعكسه قولهم: هذه تبسمة زمان يعني للأوقات التي يكثر فيها الخير، وليس منه وصف السنين بالشدة؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} 2. وقال بعض الشعراء:

إن الليالي من الزمان مهولة ... تطوى وتنشر بينها الأعمار

فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهن مع السرور قصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015