توجيه اللمع (صفحة 584)

باب: (الحكاية)

قال ابن جني: إذا استفهمت «بمن» عن الأعلام والكنى, فإن رفعت, كان على الظاهر, وإن شئت حكيت الإعراب, إذا قال: رأيت زيدًا, قلت: من زيد؟ وإن شئت من زيدًا, وإذا قال: مررت بزيد, قلت: من زيد؟ وإن شئت من زيد, وإذا قال لقيت أبا محمد, قلت: من أبو محمد؟ وإن شئت: من أبا محمد؟ ولو قال: رأيت أخاك, أو كلمت غلامك, أو نحو ذلك, لرفعت فقلت: من أخوك؟ ومن غلامك؟ لأنأخاك وغلامك ليسا علمين ولا كنيتين.

فإن عطفت فقلت: ومن زيد؟ أو فمن زيد؟ رفعت مع العطف ألبتة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب الحكاية)

قال ابن الخباز: وهي من قولك: حاكيت الشيء إذا شاكلته, وبهذا المعنى هي عند النحويين قال صاحب الكشاف: الحكاية: أن تجيء بالقول على استبقاء سيرته الأولى.

ووقعت الحكاية في كلام العرب بعد ثلاثة أشياء: من, وأي, وفعل الول وتصاريفه, هذا هو الأكثر, وقد حكوا الجمل المسمى بها, لإلم يغيروها, قال رؤبة:

513 - سميتها إذ ولدت تموت ... والقبر صهر ضامن زميت

وأجروا سمعت مجرى قلت, لأن المسموع يحكى كالمقول قال ذو الرمة:

514 - سمعت الناس ينتجعون غيثا ... فقل: لصيدح انتجعي بلالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015