توجيه اللمع (صفحة 561)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= قال سيبويه ولم يحقروا اللاتي, استغنوا عن تحقيرها بتحقير (جمع) التي حيث قالوا: اللتيات. وتحتمل الأسماء المبهمة أكثر من هذا, ولا يليق بالمختصر.

وقد شذت أسماء في التصغير/ عن القواعد المبنية, فمن ذلك: قولهم في عشية «عشيشية» كأنهم حقروا عشاة والقياس: عشية, كما تقول في تحقير «صبية»: صبية وقالوا في مغرب: مغيربان, والقياس, مغيرب, كما يقال في «مشرق» مشيرق, وقالوا في إنسان: أنيسيان والقياس: أنيسان كسكيران. واختلف النحويون في اشتقاق إنسان, فذهب البصريون إلى أنه «فعلان» من الأنس, فالهمزة فاء الفعل, وكون الهمزة أصلا ظاهر, لأنهم قالوا في معناه: إنس وأنيس وأنس وأناسي, وهذه الأسماء كلها لا تطلق إلا على ما يطلق عليه الإنسان فيكون وزنه في التصغير فعيليانا. وذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من النسيان, لأنه ينسى كما قال الله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى} فوزنه في التكبير: «إفعان» لأن لام الفعل ثابتة. قال أبو تمام رحمه الله:

493 - لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنسانًا لأنك ناسي

وأبو تمام لا يعلم مذاهب الاشتقاق, وإنما أصدر هذا على مذاهب الشعراء التخييلية, والمنصور قول البصريين, والذي ذهب إليه الكوفيون يفسد من ثلاثة أوجه: الوجه الأول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015