وأما اليهود بالألف واللام، فإنما هو هود.

وصمام: اسم للداهية، معدول عن صامة، كما عدلت "حذام" عن حاذمة، و "رقاش" عن راقشة، سميت بذلك، لأنها إذا نزلت أصمت آذان الناس كما قال النابغة:

وتلك التي تستكُّ منها المسامعُ

وجاز أن يبنى من الفعل الرباعي "فعال"، وإنما حكمه أن يكون من الثلاثي، كما قالوا: "داركِ"، وهو من "أدرك" لأن الهمزة زائدة.

والأجود أن تكون مشتقة من قولهم: صممت الشيء: إذا سددته، يقال: صمَّ الكوة بحجر، وصمَّ القارورة: إذا سد فمها، فتكون مبنية من فعل ثلاثي، وتؤدي معنى الصمم بعينه، لأن الصمم، إنما هو انسداد الأذن.

وأما قوله: "صمِّي صمام" فإن "صمام" منادى مفرد، وصمي دعاء عليها بالصمم، ومعناه: أصمَّ الله سمعك يا داهية، كما تصمين الأسماع، وهو نحو قولهم: قتلتني قتلك الله، وأوجعتني أوجعك الله، وبه ذلك بما يدعى فيه على الشيء بمثل فعله الذي يفعله.

وليست الداهية مما توصف بالصمم في الحقيقة، ولكن من شأن العرب، أن تسمي الجزاء باسم ما يجازى عليهن كقوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وكقول ابن كلثوم:

ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا ... فنجعلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015