(193)

وقد قال أهل المعاني، في وصفهم لها بالصمم قولين آخرين، غير ما تقدم.

أحدهما: أن "صمام" هي الحية التي لا تجيب الراقي، ولا تصغي إلى رقاه، ثم استعير ذلك في كل داهية، قال الشاعر:

وردوا ما لديكم منْ ركابي ... ولمَّا تأتكم صمِّي صمامِ

وقال آخرون: إنما وصفت بالصمم، لأن الإنسان يصم عنها، فنسب الصمم إليها مجازاً، والمراد من يصمم من أجلها، كما قالوا: ليل نائم، وإنما ينام فيه.

وأنشد أبو علي في الباب.

(193)

أحارَ ترى بريقاً هبَّ وهنا ... كنارِ مجوسَ تستعرُ استعارا

صدر البيت لأمرؤ القيس، وعجزه للتوءم اليشكري.

قال أبو عمرو بن العلاء: كان امرؤ القيس ينازع كل من أدعى الشعر، فنازعه التوءم اليشكري، وذكره أبو الحجاج الأعلم في "شرح الأشعار الستة"، وغيره.

الشاهد فيه

الشاهد فيه، قوله

"مجوس" لم يصرفه للعلمية والتأنيث، ولا يسوغ دخول لام التعريف، على الاسم العلم، وقد تقدم الكلام عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015