سنة سبع وعشرين وثمانمائة

في الثامن من المحرم قدم ناظر الجيش عبد الباسط وشيخ علي الكيلاني وفخر الدين النوروزي والأمير قجق والأمير أركماس الظاهري، وكانوا حجوا فسبقوا ودخلوا في هذا اليوم، وصحبة ناظر الجيش مقبل أمير الينبع فأنزل دار الضيافة ووصل الركب في العشرين من المحرم الأول فسبق العادة بثلاثة أيام، وفي المحرم حضر مقبل نائب صفد فخلع عليه باستمراره.

وفيه وقع مطر عظيم في أواخر المحرم، دام خمسة أيام متوالية، ولم يعهد مثله منذ دهر بمصر.

وفيه استقر سودون من عبد الرحمن في نيابة دمشق عوضاً عن تاني بك البجاسي الذي استقر بها في العام الماضي، وكان استكثر من شراء المماليك وعزم على الخروج فبلغ ذلك السلطان، فعزله واستناب سودون وأمره بالقبض على تاني بك، فخرج سودون في السادس والعشرين من المحرم، فوصل الخبر بأن تاني بك نائب الشام أظهر العصيان، فوقع بينه وبين الأمراء بالشام وقعة فكسرهم تاني بك، فاستمروا في هزيمتهم إلى أن تلاقوا مع سودون في جسر يعقوب فمالوا وتبعهم تاني بك فحال بينهم الجسر، فأراد تاني بك أن يكبس على سودون فحذر منه وتوجه إلى دمشق وأمر شاهين نائب القدس أن يستعد لتاني بك بالحرب، وجد سودون في الوصول إلى دمشق حتى دخلها، فبلغ ذلك تاني بك فرجع خلفهم حتى وقع الحرب بدمشق، فكبا فرس تاني بك داخل باب الجابية فأمسك في الحال وحبس، ووصل الخبر بذلك صحبة على هجين في ستة أيام، فدقت البشائر، وسكنت الفتنة، ثم أحضرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015