امالي القالي (صفحة 562)

كأنّي حلوت الشّعر يوم مدحته ... صفا صخرةٍ صماّء يبسٍ بلالها

والقول الثالث: أن الحلوان ما يأخذه الرجل من مهر ابنته، ثم اتّسع فيه حتى قيل فِي الرشوة والعطية، قَالَت امراة من العرب تمدح زوجها.

لا يأخذ الحلوان من بناتيا

والقول الرابع: أن الحلوان هو ما يعطاه الرجل مما يستحليه ويستطيبه، يُقَال منه: حلوت الرجل إذا أعطيته ما يستحليه طعاماً كان أو غيره، كما تقول: عسلت الرجل، إذا أطعمته العسل أو ما يستحليه كما يستحلى العسل.

اجتماع عامر بن الظرب وحممة بن رافع عند ملك من ملوك حمير وتساؤلهما عنده

وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، قَالَ: كان أَبُو حاتم يضنّ بهذا الحديث ويقول: ما حَدَّثَنِي به أَبُو عبيدة حتى اختلفت إليه مدّةً، وتحمّلت عليه بأصدقائه من الثّقفييّن وكان لهم مواخياً

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عبيدة، قَالَ: حَدَّثَنِي غير واحد من هوازن من أولى العلم وبعضهم قد أدرك أبوه الجاهلية أو جدّه، قَالَ: اجتمع عامر بن الظّرب العدوانيّ وحممة بن رافع الدّوسي، ويزعم النّسّاب أن ليلى بنت الظّرب أمّ دوس بن عدنان، وزينب بنت الظرب أم ّثقيف وهو قيسيّ، قَالَ: اجتمع عامر وحممة عند ملك من ملوك حمير، فقَالَ: تساءلا حتى أسمع ما تقولان قَالَ: قَالَ عامر، لحممة: أين تحبّ أن تكون أياديك؟ قَالَ: عند ذي الرّثية العديم، وذي الخلّة الكريم، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضم، قَالَ: من أحقّ الناس بالمقت؟ قَالَ: الفقير المختال، والضّعيف الصّوّال، والعييّ القوّال، قَالَ: فمن أحقّ الناس بالمنع؟ قَالَ: الحريص الكاند، والمستميد الحاسد، والملحف الواجد، قَالَ: فمن أجدر الناس بالصّنيعة؟ قَالَ: من إذا أعطى شكر، وإذا منع عذر، وإذا موطل صبر، وإذا قدم العهد ذكر، قَالَ: من أكرم الناس عشرة؟ قَالَ: من إن قرب منح، وإن بعد مدح، وإن ظلم صفح، وإن ضويق سمح، قَالَ: من ألأم الناس؟ قَالَ: من إذا سأل خضع، وإذا سئل منع، وإذا ملك كنع، ظاهره جشع، وباطنه طبع، قَالَ: فمن أحلم الناس؟ قَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015