امالي القالي (صفحة 561)

النسور: شبه النوى التي تكون فِي باطن الحافر، ومحصاتٌ: أراد قوائم منجرداتٍ ليس فيها إلا العصب والجلد والعظم، ومنه قولهم: اللهم محّص عنّا ذنوبنا، قَالَ: وقَالَ الخليل معنى قوله جل وعز: وليمحّص: وليخلّص، وقَالَ أَبُو عمرو إسحاق بن نزار الشيباني: وليمحّص: وليكشف واحتجّ بقول الشاعر:

حتى بدت قمراؤه وتمحّصت ... ظلماؤه ورأى الطريق المبصر

قَالَ ومعنى قولهم: اللهم محّص عنا ذنوبنا، أي اكشفها، وقَالَ آخرون: اطرحها عنا، هذه الأقوال كلها فِي المعنى واحد، ألا ترى أن التخليص تجريد، والتجريد كشفٌ، والكشف طرح لما عليه

الكلام عَلَى مهر البغي وحلوان الكاهن

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ» قال أبو علي: قَالَ الأصمعي: البغيّ: الأمة، وجمعه بغايا، وفي الحديث: قامت عَلَى رءوسهم البغايا وقَالَ الأعشى:

والبغايا يركضن أكسية الإضريج والشرعبى ذا الأذيال

وقَالَ آخر:

فخر البغي بحدج ربتها ... إذا ما الناس شلّوا

أي طردوا، والبغيّ أيضاً: الفاجرة، يُقَال: بغت تبغي إذا فجرت، والبغاء: الفجور فِي الإماء خاصةً قَالَ الله عز وجل: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] والبغيّة: الربيئة، قَالَ الشاعر:

وكان وراء القوم منهم بغيّةٌ ... فأوفى يفاعاً من بعيدٍ فبشّرا

وجمعها بغايا، وقَالَ طفيل الغنويّ:

فألوت بغاياهم بنا وتباشرت ... إِلَى عرض جيشٍ غير أن لم يكتّب

يكتّب: يجمع، وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي الحلوان أربعة أقوال: أحدها أن الحلوان أجرة ما يأخذه الكاهن عَلَى كهانته، والقول الثاني: أن الحلوان الرّشوة التي يرشاها الكاهن عَلَى كهانته وغير الكاهن يُقَال: حلوت الرجل أحلوه حلونا، قَالَ الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015