امالي القالي (صفحة 439)

إذا غيّبه، وتحتجبه: من الحجاب، والثّرى: التراب النّدى وهذا مثلٌ، وإنما يريد أنه قريب المعروف والخير إذا طلب ما عنده، وقوله لا ينال عدوه له نبطا أي لا يدرك غوره ولا يستخرج ما فِي بيته لدهائه، ويقَالَ: إنه أراد: لا ينال لينه لأن ناحيته خشنةٌ عَلَى عدوّه، وإن كانت لّينة لولّيه، والنّبط: أوّل ما يخرج من البئر إذا حفرت، وقطوب: معبّس، يُقَال: قطب يقطب فهو قاطب، وقطّب فهو مقطّب وقطوب للمبالغة، والعلق: النفيس من كل شىء، والعوراء: الكلمة القبيحة من الفحش.

قَالَ الشاعر:

وما الكلم العوران لي بقتول

والورع: الجبان الضعيف، والماذيّ: العسل الأبيض، وهو أجود العسل، وقَالَ بعض اللغويين: ومنه قيل للدّرع ماذّيةٌ لصفاء لونها، وقوله: كعالية الرّمح، أراد كالرمح فِي طوله وتمامه، والعالية من الرمح: النصف الذي يلي السّنان، فاما الذي يلي الزّجّ فسافلته، وطاوي البطن: يريد ضامر البطن من الجوع، وتزهاه: تستخفّه، وقَالَ بعض اللغويين: ذرى الحائط وذرى الشجر: أصلهما، والجيّد أن يكون الذرى الناحية.

هكذا سمعت من أَبِي بَكْرٍ ومن أثق بعلمه، ولهذا قيل: أنا فِي ذرى فلان، وفلان فِي ذرى فلان، ويوفى: يشرف، وربأ: صار لهم ربيئة، والرّبيئة: الطّليعة، وهو الرّقيب أيضاً، والميسر: الجزور التي تنحر، والأيسار: الذين يقسمون الجزور، واحدهم يسرٌ، والمحيّا: الوجه

وحَدَّثَنَا أَبُو الحسن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس محمد بن يزيد، أن نفراً من بني هاشم دخلوا عَلَى المنصور يتظلّم بعضهم من بعض، فقَالَ له قائل منهم: أعلمك يا أمير المؤمنين أن هذا شدّ عَلَى بخزالوفٍة فضرب بها وجهي، فأقبل المنصور عَلَى الربيع فقَالَ له: ويلك! ما خزالوفةٌ؟ فقَالَ: يريد خزفةً يا أمير المؤمنين، فقَالَ المنصور: قاتلكم الله صغاراّ وكباراً! لستم كما قَالَ كعب بن سعد الغنوي:

حبيبٌ إِلَى الفتيان غشيان رحله ... جميل المحيّا شبّ وهو أديب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015