كسرة، فصارت واوه ياء، كما فعلوا فى جمع دلو وحقو، [فقالوا: أدل وأحق (?)] وأصلهما: أدلو، وأحقو، كأكلب، وإنما كرهوا/وقوع الواو طرفا بعد ضمّة، فى اسم يضاف تارة وينوّن تارة، وينسب إليه تارة.

فيعتوره التنوين إذا قيل: أدلو، والإضافة إلى ياء المتكلم إذا قيل: أدلوى، والاتصال بياء النّسب إذا قيل: أدلوىّ، فتتوالى فيه أشياء مستثقلة، الضمّة على اللام وبعدها ضمة الواو أو كسرتها مع التنوين، أو ياء المتكلم أو ياء النسب، ولم يستثقلوا ذلك فى الفعل، نحو يغزو، وسرو الرجل يسرو، من السّرو-وهو سخاء فى مروءة-وذلك لأن الفعل لا يلحقه شيء ممّا ذكرناه، وكذلك وقوع الواو المضموم ما قبلها فى آخر المضمر، نحو هو وهمو، وأنتمو، فى لغة من ألحق الميم الواو فى الوصل؛ لأن المضمرات لا يلحقها التنوين، ولا تضاف ولا ينسب إليها، ولا اعتراض بقولهم: أبوك وأخوك ونحوهما، لأن الواو فى هذا الضّرب إنما تثبت غير متطرّفة، ولا يلحقها مع ذلك حركة.

وأما ترخيم الذى قبل آخره واو أو ياء مفتوح ما قبلها، فالتغيير أيضا يلحقه فى لغة من قال: يا حار، بالضم، فمثال ذوات الواو: برذون، وخنّوص، وهو ولد الخنزير، وعجّول، وهو العجل.

ومثال ذوات الياء: غرنيق، وهو طائر، وجمّيز، وهو شيء يشبه التّين، وعلّيق، وهو شجر من الأراك، تقول فى لغة من قال: يا حار: يا برذو، ويا خنّو، ويا عجّو، ويا غرنى ويا جمّي ويا علّي، تدع الواو والياء بحالهما؛ لأن المحذوف مراد وتقول فى اللغة الأخرى: يا برذا، ويا خنّا، ويا عجّا، ويا غرنا (?)، ويا علاّ، تقلب الياء والواو ألفا، لإرادة الحركة فيهما مع انفتاح ما قبلهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015