فإن قيل: إن المعروف من الإقحام إقحام حرف بين حرفين، كإقحام تيم، بين تيم وعدىّ، فى قوله (?):
يا تيم تيم عدىّ لا أبا لكم … لا يلقينّكم فى سوأة عمر
فى قول من نصب تيما الأول، وكإقحام اللام بين بؤس والجهل، فى قول النابغة:
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام (?)
أراد: يا بؤس الجهل، بدلالة إسقاط تنوين بؤس، وكذلك حكم اللام فى قول سعد بن مالك (?):
يا بؤس للحرب التى … وضعت أراهط فاستراحوا
وقال أبو العباس محمد بن يزيد (?): إنما قالوا: يا ويح لزيد، ويا بؤس للحرب، فأقحموا اللام توكيدا، لأنها لام الإضافة، ألا ترى أن قولك: المال لزيد، كقولك: مال زيد، فى المعنى، لأن المراد مال لزيد، وكذلك قوله: «يا تيم تيم عدىّ»، أقحم الثانى توكيدا، وكذلك يا طلحة، أراد: يا طلح، فأقحم التاء توكيدا، وأقرّ الفتحة. انتهى كلامه.