وإلاّ فاطّرحنى واتّخذنى … عدوّا أتّقيك وتتّقينى
فلو أنّا على حجر ذبحنا … جرى الدّميان بالخبر اليقين
/وقال الفرّاء: قد أفردت العرب «إمّا» من غير أن تذكر «إمّا» سابقة، وهى تعنى بها «أو» وأنشد:
تلمّ بدار قد تقادم عهدها … وإمّا بأموات ألمّ خيالها (?)
أراد: أو بأموات.
واعلم أن «إمّا» لا تقع فى النّهي، لا تقول: لا تضرب إمّا زيدا وإمّا عمرا؛ لأنها تخيير، فكيف تخيّره وأنت قد نهيته عن الفعل، فالكلام إذن مستحيل (?).
ول «إمّا» وجه رابع: وهو أن تكون مركّبة من «إن» الشرطية و «ما» ويلزمها فى أكثر الأمر نون التوكيد، ولا تكون مكرّرة، كما لا يكون حرف الشرط مكرّرا، كقولك: إمّا تنطلقنّ فإنّى أصحبك، وإمّا تخرجنّ أخرج معك، وفى التنزيل: {وَإِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً} (?) وفيه: {فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} (?)، وفيه: {فَإِمّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} (?) وقد تطرح نون التوكيد من هذا فى الشّعر، كقول الأعشى:
إمّا ترينا حفاة لا نعال لنا … إنّا كذلك ما نحفى وننتعل (?)