{مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} (?) فذكر المعرفة بعد النّكرة يجرى مجرى ذكر المعرفة بعد المعرفة، كقولك: حضر الرجل فأكرمت الرجل، ولذلك قال ابن عباس رضوان الله عليه: «لن يغلب عسر يسرين» وقد روى هذا الكلام عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم (?).

وقوله: {وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ} جامعت الفاء الواو، متعلقة بما بعد الفاء، ولو وضعت {إِلى} فى محلّها الذى تستحقّه لقيل: وفارغب إلى ربّك، ومثله: {وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (?) انتصب ما قبل الفاء بما بعدها، وهذا من عجيب كلام العرب؛ /لأنّ الفاء إنما تعطف، أو تدخل فى الجواب وما أشبه الجواب، كخبر الاسم الناقص، نحو {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ} (?) وهى هاهنا خارجة عمّا وضعت له، ومثل ذلك دخولها فى الأمر المصوغ من «كان» مع تقدّم الخبر، كقول أبى الطيّب (?):

ومثل سراك فليكن الطّلاب

وإنما جاءوا بها فى هذا النحو ليعلموا أن المفعول أو الخبر وقع فى غير موقعه، فإذا لم يكن فى الكلام الواو ولا غيرها من حروف العطف، كقولك: زيدا فاضرب، فقد قال أبو عليّ: زيد منصوب بهذا الفعل، وليس تمنع الفاء من العمل، وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015