وأتباعه قوم سعدوا برواته، وفازوا باتباع آرائه، وقد جعل الله تعالى، سما الصلاح عليهم ظاهرة، ببركة أنفاسه الطاهرة، وأجزل لهم الإسعاد والتوفيق، وأقام لهم التقوى رفيقًا رفيق، كيف وإمامم إمام السُّنّة، والمُذهِبُ من البِدَع كل غيهبٍ ودُجُنّة، وحامي حمى الدين، ودافع الشُبَه عن ملّةِ سيد الرسلين، بقمع المبتدعين، وإدحاضِ أدلةِ الزائغين والمفترين كما قلت:

همامٌ لأهلِ الزَّيغِ والميْنِ قد غدا ... بإبطال ما قالوا هُوَ الفارسُ البطلْ

إمامُ جميعَ الزَّاهدين بأسرِهِمْ ... ووارثُ خيرِ الخلْقِ في العِلْمِ والعملْ

وأنصُرهُمْ للحقِّ بالحقِ جهْرةً ... وأبصُرُهُمْ عند ارتباكِ ذوي النِحَلْ

رقى في العلا لمَّا ترقّى لِهامِها ... وسامى سماءَ العِزِّ سَمْتٌ بِه اتَّصَلْ

هو الحَبْرُ في العِرفانِ طالتْ يمينُهُ ... هو البَحْرُ حقًا والبرايا هُمُ الوَشَلْ (?)

فقلدْ إمامًا في الهُدى نجلَ حنبلٍ ... تنل لأَجَلّ القدر في منتهى الأجلْ

جزاه إلهُ العرش خيرَ جزائِه ... وأتحفَهُ فضلًا بجَنّاتِه اكتمَلْ

وقلت أيضًا:

إنْ رُمتَ أعلى وأولى ... سديدَ رأيٍ وأحمدْ

فاملى لملة أحمدْ ... واذهبْ لمذهبِ أحمدْ

وقد أفرده بالترجمة جماعة من الأئمة، ونشروا من أحاسن محاسن مناقبه ما هو غرة لوجوه الأمة [2 - ب].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015