مقدمة المصنف

بسم الله الرحمن الرحيم

يا رافع السبع الطباق، ومنشئ الكائنات على أحسن نظام واتساق، أحصيت الخلائق وأبدعت المذاهب والطرائق، أحمدك أن أنرْت منار العلما، ونشرت لهم على صفحات الكائنات من الفضل عَلَما، حمدَ معترفٍ بنعمائك، مغترف من حياض آلائك، وأشكرك على ما أجزلت من العطا، وكشفت من الغطا، بحمدك وشكرك اللذين يليقان بجنابك الأعلى، وجانبك الأعز الأرفع الأغلى، وأشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك في ذاتك ولا في أسمائك ولا في سِمَاتك، وأشهد أن سيدنا وسندنا محمدًا عبدك المصطفى، ورسولك المرتضى، الشارع للأحكام السارع لبيان الحلال من الحرام، المُخبِّر بما سلف للأمم، المُحبِّر بُردَ الكمال بطراز كماله المُعْلم، الحائر في بديع قُدسك، الحائز لتجليات أُنسك، أتحفه اللهم من فيض إنعامك السامي، وإفضالك الذي ليس له مسامت ولا مسامي، بأفضل الصلاة والتسليم وأجل الإجلال والإعظام والتكريم، وألحق بذلك من آل إليه من آله أو صحبه وتبعه في أفعاله وأقواله.

أما بعد: فيقول العبد كمال الدين محمد بن محمد بن محمد العامري الحسيني سبطُ بني الصديق وأبي أيوب الدمشقي الشهير كأسلافه بابن الغَزّي، أسعده الله تعالى بالعلم والعمل، وغفر له الخطأ والخَطل: إن الإمامَ ركن الملة والإسلام، عمدة الأمة وعماد الأئمة، جامع أشتات الكمال بلا ارتياب، صدر المجتهدين بدون إطراء وإطناب، قامع المبتدعين، دافع شبه الملحدين، أوحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015