أحد نواب الحكم بمحكمة الباب بدمشق، وليس هو بابن الرجيحي وإنما هو ابن بنت القاضي الرجيحي، قيل: كان والده صفديًا يعرف بابن المحتسب من أعيان صفد فصاهر الرجيحي المذكور ورأس بمصاهرته وولي نيابة القضاء نحو خمسين سنة، منها بمحكمة الباب قريبًا من أربعين سنة وكان حسن الأخلاق منعمًا مثريًا ظاهر الوضاءة والنباهة، وله محاضرة جيدة. وكان في مبدأ أمره يخدم قاضي القضاة القاضي ولي الدين ابن الفرفور، ثم طلب العلم وأخذ عن العلامة شيخ الإسلام القاضي رضّي الدين الغزّي العامري، وتفقه بالشّرف موسى الحجّاوي والشيخ شهاب الدين بن سالم، وولي قضاء الحنابلة بالمحكمة الكبرى في سنة ثلاث وستين وتسعمائة، ونقل إلى نيابة الباب وسافر إلى مصر في سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، واجتمع بالأستاذ محمد البكري وغيره واستمر بها مدة، ثم عاد إلى دمشق وولي مكانه إلى أن مات. وكان له حجرة بالمدرسة الباذرائية (?) وسرق له منها أمتعة ثمينة فلم يتأثر، وكان محببًا في الناس جميل اللقاء كثير التجمل، وكان يلبس الثياب الواسعة والعمامة الكبيرة على طريقة لباس أبناء العرب بالأكمام الواسعة والعمامة المدرجة والشد على الكتف، وإذا جلس في مجلس أو كان بين جماعة أخذ يتكلم في أخبار الناس ووقائعهم القديمة التي وقعت في آخر أيام الجراكسة وأوائل أيام العثامنة، حتى ينصت له كل من حضر. وكان شهود الزور يهابونه فلا يقدمون بحضرته على أداء الشهادة، وكان يعرفهم. وبالجملة فقد كان من الرؤساء الكبار قرأت بخط الطاراني: أنّ ولادته كانت في سنة ست عشرة، وقيل في سنة سبع عشرة وتسعمائة، وتوفي نهار الجمعة سادس عشري شوال سنة اثنتين بعد الألف، ودفن بمقبرة باب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015