في قوله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ}، فقد قدم هنا: قوله: "من آل فرعون" على قوله: "يكتم إيمانه"، لأنه لو قال: وقال رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون، لتوهم أن قوله "من آل فرعون، من صلة "يكتم" أي متعلق به، وفي هذا إخلال بالمعنى المقصود إذ لا يفهم منه حينئذ أن ذلك الرجل كان من آل فرعون. والغرض هو بيان أنه منهم لإفادة ذاك مزيد عناية به ورعايته له.

وإنما كان تعلق الجار والمجرور بقوله: "يكتم" متوهماً، لأن الكثير الغالب في هذا الفعل: أنه يتعدى بنفسه يقول الله تعالى: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} ويندر أن يتعدى "بمن".

ومنها: أن يكون في تأخير المعمول إخلال بالتناسب، فيقدم المعمول حينئذ لرعاية الفاصلة، كما في قول الله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} قدم الجار والمجرور، والمفعول به على الفاعل، لأن في ذاك رعاية للتناسب بين الفواصل المختومة بالألف لتكون على نسق واحد.

وبعد: "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله به"؛

حسن إسماعيل عبد الرازق

الزيتون: 6 من جمادى الآخرة سنة 1403 هـ.

الموافق? ? من مارس سنة? ? ? ? م.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015