ندقهم [1] من خلفهم وأمامهم ... وعارضهم فوج من الريح قاصف

يخالسنهم أنفاسهم ونفوسهم ... ولم ينج إلا التابعون الروادف [2]

كأنهم غب العقاب [3] هشيمة ... من الصيف تذريه الرياح الرفارف

وكان شفاء لو ثوى في عقابها ... نفيل وللآجال آت وصارف

فأجابه نفيل بن حبيب الخثعمي فقال: (البسيط)

ماذا يريك عقابي لو ظفرت به ... يا ابن الوحيد من الآيات والعبر

قلنا المغمس [4] يوما ثم ليلته ... في عالج كثؤاج [5] النيب والبقر

حتى رأينا شعاع الشمس تستره ... طير كرجل جراد طار منتشر

يرميننا مقبلات ثم مدبرة ... بحاصب من سواد [6] الأفق كالمطر

وأشعل [7] الحبش لا تلوي على أحد ... وعارضتنا زحوف [8] الريح عن يسر

كبّا لأذقاننا والريح تدبرنا ... لا نتقي [9] الشر من ريح ولا حجر

فزلّ منا شديد لا طباخ [10] به ... ومات أكثر ذاك الجيش بالعسر [11]

كأنهم نجلات [12] الضأن نائمة ... وبالمتون من الحبشان كالدبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015