والواقع أَن هناك عوامل كثيرة تثبط الإِنسان عن الخير، وتغريه بالشر، عوامل من داخل نفسه، ومن خارجها.

هناك شهواته وأَهواءُ نفسه التي بين جنبيه .. بما فطرت عليه من غرائز ودوافع: من حب الذات، وحب الخلود، والسيطرة والمال والجنس وغيرها. وهو ما أَشار إِليه القرآن الكريم بقوله على لسان امرأَة العزيز: (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسي، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي) (?).

وهناك تلك القوة الشريرة التي تزين له معصية ربه، وهي التي يسميها الدين "الشيطان". ذلك الوسواس الخنّاس، الذي يوسوس في صدور الناس، ويغوي الإِنسان عن طريق الشبهات والشهوات: الشبهات تزعزع عقيدته، والشهوات تلوث سلوكه.

وهناك شياطين الإِنس الذين يفوقون أَحياناً شياطين الجنّ في التعويق عن طاعة الله، والتزيين لمعصية الله.

وهناك الدنيا بما فيها من متاع وزينة ولهو ولعب، وتفاخر وتكاثر في الأَموال والأَولاد.

وهذا ما جعل الشاعر الصالح يشكو الى ربه قديماً من هذه " القواطع " الأَربع عن طريق الله تعالى حين قال:

إِنِّي ابتليتُ بأَربعٍ يرمينني ... بالنَّبل عن قوسٍ له توتير

إِبليس والدنيا ونفسي والورى ... يا رب أَنت على الخلاص قدير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015