المنتحل (صفحة 127)

وقال آخر:

فأمَّا الذي يحصيهمُ فمكثّرٌ ... وأمَّا الذي يُطريهمُ فمقلّلُ

وقال عبد الله بن المعتز:

بلوتُ أخلاّءَ هذا الزمانِ ... فأقللتُ بالهجرِ منهم نصيبي

وكلهمُ إنْ تأملتهمْ ... صديقُ الحضورِ عدوُّ المغيبِ

وقال أيضاً:

وصاحب سوءٍ وجههُ ليَ أوجهٌ ... وفي فمهِ طبلٌ بسرِّي يضربُ

ولا بدَّ لي منهُ فحيناً يغصّني ... وينساغ لي طوراً ووجهي مقطَّبُ

كماءِ طريقِ الحجِّ في كلِّ منهلٍ ... يُذمُّ على ما كانَ منه ويشربُ

وقال محمد بن أبي زرعة الدمشقي:

يا قُبلةً ذهبتْ ضياعاً في يدٍ ... ضربَ الإله بنانها بالنّقرسِ

مالي رأيتك لستَ تثمر طيّباً ... حلواً وأصلك هاشميُّ المغرسِ

حتَّى كأنَّك نقمةٌ في نعمةٍ ... أو أصلُ شوكٍ في حديقة نرجسِ

فلألعننَّك إن لعْنك حجَّةٌ ... وصلاة معتمرٍ ببيتِ المقدسِ

وقال دعبل الخزاعي:

تلك المساعي إذا ما أخرت رجلاً ... أحبَّ للناس عيباً كالذي عابهُ

ما إن يزال وفيه العيبُ يجمعهُ ... جهلاً لأعراض أهل المجد عيَّابهْ

إنْ عابني لم يعبْ إلاَّ مؤدبهُ ... ونفسه عاب لما عاب آدابهْ

فكان كالكلب ضرَّاهُ مكلّبهُ ... لصيده فعدا فاصطاد كلاّبَهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015