5- تشبيهاته جديدة دقيقة وطريفة فتراه يقول: "أقدم من هرم خوفو" و"معدتي طاعنة في السن كمخلاة قديمة" و"الزواج يشبه لبس الحذاء" و"الأعزب كالذي اعتاد الحفا" و"كانت لا تريد أن تتزوج، وصدقت فما تزوجت لأنها ماتت" و"كان شديد السكر حتى إنه كان يمشي متزنًا" وغيرها كثيرة وعديدة.

6- المحافظة على الإطار اللغوي في قواعده وتراكيبه ومفرداته.

وهذا جزء من مقاله "بين القراءة والكتابة" جاء فيه: "مضت شهور لم أكتب فيها كلمة في الأدب؛ لأني كنت أقرأ والقراءة والكتابة عندي نقيضان، وقد كنت -وما زلت- امرءًا يتعذر عليه ولا يتأتى له، أن يجمع بينهما في فترة واحدة, ولكم أطلت الفكر في ذلك فلا يفتح الله علي بتعليل يستريح إليه العقل، ويأنس له القلب. وما أظن بي إلا أن الله جلت قدرته قد خلقني على طراز "عربات الرش" التي تتخذها مصلحة التنظيم، وخزان ضخم يمتلئ ليفرغ، ويفرغ ليمتلئ، وكذلك أنا فيما أرى أحس الفراغ في رأس, وما أكثر ما أحس ذلك فأسرع إلى الكتب ألتهم ما فيها وأحشو بها دماغي هذا الذي خلقه الله خلقة عربات الرش كما قلت, حتى إذا شعرت بالكظة وضايقني الامتلاء، رفعت يدي عن ألوان هذا الغذاء، وقمت عنه متثاقلًا متثائبًا من التخمة، فلا يعجبني إلا أن أفتح الثقوب وأسح وهكذا دواليك, وأمري مع الكتب أغرب، كنت في أول عهدي بها أي منذ عشرين سنة، أو نحو ذلك أذهب في أول كل شهر إلى أحد باعتها، فيتقدم إلى العامل سائلا عن حاجتي فأبينها له وعلى شفته -دون عينيه- ابتسامة جهل وغباء ويهز لي رأسه أسفًا، فأنحيه عن الطريق، وأمضي إلى الوقوف، وأجيل عيني فيها، وآخذ منها ما يروقني، وأنصرف عن الحانوت بأثقل من حمل حمار، وأغرق فيها بقية الشهر إلى ما فوق الأذنين، أن كان فوقها شيء يستحق الذكر.

ولكن الزامر يموت وأصابعه تلعب "كما يقول المثل العامي" وللعادة حكم لا يقوى المرء كل حين على مغالبته، والنفس لا تطاوع المرء دائمًا ما يريدها عليه الجمود والتبلد، وقد يزعج نفسه يقضي أيامه بطين الجسد وحده، أو بموتها على الأصح، فإن من الموت أن يستحيل الإنسان جثة خامدة المتقد، لا ينقصها إلا الرمى، وما لا يصلح سلوى ومتعة قد يصلح دواء، ويسير على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015