المعارف (صفحة 125)

[مقدمة المؤلف]

بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم [1] .

قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: [2] هذا كتاب جمعت فيه من المعارف ما يحق على من أنعم عليه بشرف المنزلة، وأخرج بالتأدّب عن طبقة الحشوة [3] «1» ، وفضّل بالعلم والبيان على العامة، أن يأخذ نفسه بتعلمه [4] ، ويروضها على تحفّظه إذ كان لا يستغنى عنه في مجالس الملوك إن جالسهم، ومحافل الأشراف إن عاشرهم، وحلق أهل العلم إن ذاكرهم فإنه قلّ مجلس عقد على خبرة، أو أسس لرشد، أو سلك فيه سبيل المروءة، إلا وقد يجرى فيه سبب من أسباب المعارف: إمّا في ذكر نبيّ، أو ذكر ملك أو عالم، أو نسب أو سلف أو زمان، أو يوم من أيام العرب فيحتاج من حضر [5] إلى أن يعرف عين القصة [6] ، ومحل القبيلة، وزمان الملك، وحال الرّجل المذكور، وسبب المثل المشهور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015