كاذبا لغرض أراده لنفسه - ولا يصدق الخالق المنزه عن الكذب والغرض والمنفعة، ولكنها الحقيقة التي لا تقبل الجدل والعناد، وأخيرا هذا هو الإيمان وأثره، والله قال: {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} (?) ولكنه الضلال البشري يذهب بصاحبه إلى نكران الموجودات وجحود الحقائق الثابتة التي لا ينكرها إلا جاهل أو غبي بليد.

ومن قبيل ما تقدم أخبار علماء الفلك، فإنهم يخبرون - بناء على ما علموه ودرسوه في هذا العلم - بأن الشمس ستكسف ويذهب ضوؤها في يوم كذا من شهر كذا ساعة كذا مع الدقيقة والثانية الخ، فيؤمن الناس بما قالوه، ويصدقونهم في أخبارهم، ويتنقل المهتمون به من قارة إلى قارة مع المعدات العلمية والآلات الحديثة، لمشاهدة ذلك الحدث العظيم، ومثل كسوف الشمس خسوف القمر فيما تقدم في الأخبار والضبط.

نرى هؤلاء الضالين يؤمنون ويصدقون بما أخبر به علماء الفلك - ويمكن أن يخطئوا - ولا يؤمنون بما أخبر به خالق الأفلاك ومدبر سيرها سبحانه وتعالى.

نحن - المسلمين - نؤمن بالغيب - وهو ما غاب عن الحس - إذا قامت الأدلة القاطعة على صدق المخبر، وهذا هو سبيل المؤمنين الصادقين.

قال الله القادر الحكيم: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015