السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (?).

وكثيرا ما كنت أنبه من يحضر الدروس إلى جهل الإنسان وخطئه، من ذلك أن الأمريكان قالوا وأذاعوا: أنهم نزلوا بمركباتهم على سطح القمر، وأنزلوا روادهم عليه وساروا فيه أشواطا، وقد ضاهد الناس ذلك بواسطة "التلفزة"، والنظارة الذين شاهدوا هذا النزول قد صدقوا به واعتقدوه صحيحا لا يتطرق إليه أدق شك، كل ذلك ممكن - عقلا وواقعا - غير أني ألفت النظر - دائما - إلى هذه الحقيقة وهي:

كيف يصدق النظارة المشاهدون الأمريكان في أخبارهم وإخبارهم بنزولهم على سطح القمر، والمشاهدون لم يكونوا - طبعا - مع من في المركبة حتى يصدقوا ذلك بالمشاهدة والمعاينة الحسية؟؟ فالنظارة قد صدقوا بشيء هو غائب عن أعينهم ... يصدقون بهذا ولا يصدقون الله الخالق لكل شيء في إخباره بأنه ستكون حياة بعد هذه الحياة، وسيكون بعث للناس من قبورهم وإعادة الأرواح إلى أجسادها، وسيكون حساب على الأعمال وجزاء عليها، إلى آخر ما جاء في قواعد الإيمان.

نصدق الأمريكان أو الروس المخلوقين، ويمكن عقلا أن يكونوا كاذبين لمصلحة اقتضت ذلك، لأن تلك الصور التي شاهدها الناس لعملية النزول والجولان بواسطة التلفزة يمكن أن تكون مصورة - فقط - من غير نزول ومسجلة ومهيأة لتعرض على النظارة، ليظهر الأمريكان للعالم قدرتهم ومبلغ علوم رجالهم، كيف نصدقهم فيما أخبروا به - وهم بشر كفرة بخالقهم - ولا نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخبر به عن الله - وهو الصادق المصدوق - ولم ينقل عنه الكذب - وحاشاه - بل قامت الأدلة وتواترت الأخبار بصدقه صلى الله عليه وسلم.

إن الخالق أخبر بواسطة رسله في جميع الشرائع السماوية عباده بأنه سيحييهم بعد موتهم - كما خلقهم أول مرة - وسيحاسبهم على أعمالهم، وعليها يكون الجزاء، وبهذا ظهر ضلال الإنسان الجحود المنكر للحقائق الثابتة بالبراهين والأدلة، ويصدق المخلوق، بما قال - وقد يكون في أخباره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015