وهنالك أعمال يتناولها ذوات الخصاصة من النساء دفعاً للحاجة واستدفاعاً لذل

السؤال.

ومن ذلك جمع الكمأة من الأودية وبيعها؛ ودبغ الجلود؛ وتنميق الحصير وانتجاع الأسواق؛ وارتياد مختلف الأحياء؛ لابتياع التمر والعسل والسّمِن؛ أو بيعها؛ أو استبدالها بأمثالها؛ واعتراض الركبان في مغداهم ورواحهم بالقُدُور والأدَم يبعْنها عليهم؛ والطواف على الفتيان والفتيات بالعطر يُطَيبْنهم به؛ والنداء في الأحياء بين النساء بالخرز لتحلية الثياب وبالعقود والدمالج والقرِطَةِ وودعات الأطفال وهي عقودهم من الودع.

ومن النساء من اتخذن النياحة على الموتى عملا ومهنة. ومن أمثال العرب في ذلك ليست النائحة الثّكْلَى كالمستأجرة.

ومنهن من همهّن تَعَرفُ الغيب وكشف حجب المستقبل. ولهن في ذلك وسائل. منها زجر الطير. وذلك أن تضرب الطير بحصاة أو تصبح به فيطير فان كان ما تراه منه مَيامِنه فهو سانح وإن أراها مياسره فهو بارح وأكثر العرب يتفاءلون بالسانح ويتشاءمون بالبارح. قال ذو الرُّمة:

خَلِيلىّ لا لاقيتُما ما حييتما ... من الطير الا السانحات وأسعدا

ومنهم من يتفاءلون بالبارح ويتشاءمون بالسانح. قال الأعشى:

أجارَهما بِشْرٌ من الموت بعدما ... جرى لهما طير السنيح بأَشأَم

وشبيه بالطير عند العرب الظباء فهي تزجر كما تزجر. غير أن لهذه قوماً؛ ولتلك آخرين.

ومنها الطرق بالحصى. وذلك أن تضرب المرأة على الرمال بالحصى وتخط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015